أتسافر ياولدي؟ قلت: يا شيخي، متعك الله برحلات مديري البنوك وشركات الاتصالات، أقصد الثمامة عادة، وإن تجاوزت فإلى الباحة وأبها والطائف وأما التهور فإلى جدة. قال: اقصد دبي يا بني. قلت: هي غالية شتاء وحارة رطبة صيفا. قال: ففي صيفها متعة لا تجدها في شتائها ورخصها يسعدك ويفوق خيارات دارك. وتذمر مكناس الطرطعاني من ثورات الربيع العربي وقال: حرمتنا القاهرة، وأبعدت عنا تونس، وسدت أبواب دمشقوبيروت فلم يبق سوى الردف والسودة. وسمعت حندقة المطرباني يدعو ويقول: اللهم المغرب ..اللهم المغرب. فقلت: أتدعو لها أم عليها؟ قال: بل لها فلم يعد لنا بعد الربيع العربي محطة سواها. وكان بعض صحبنا لا يغادر بيروت إلا في رمضان ثم استقروا بيننا فقلنا: أهي توبة أم صحوة؟ قالوا: بل ضرورة فلقد حرمنا بشار ونصرالله متعها حرمهما الله النفس. وتزوج بعد طول عزوف فقال له المباركون: خيراً صنعت، قال: بل غلقت الأبواب دوننا بسبب الربيع العربي فلم يعد من الاستقرار مناص. وحدثنا منطاط المصرقع في مجلس الإثنين فقال: لقد صدق قولكم في الخطوط السعودية وسوء خدماتها فإنني لم أركبها منذ عشرين عاماً إلى أن دفعني إليها الربيع العربي دفعا. وسمعت صاحب استراحات يؤجرها يقول: بارك الله في الربيع العربي فلقد أصبحنا نؤجر في لهيب الصيف أكثر من برد الشتاء. وحلل هبنقة ثورات العرب بأنها مؤامرة من ماليزيا وإندونيسيا فلقد أصبحت المقصد بعد غياب المدن العربية فقال ونيس المسبحاني: لاتنس دبي أيضاً. وكان حبروش الأبخر يقول: كانت أموالنا متعة سفرنا فصرنا ندفعها “ساهرين” صاغرين فلم يعد أمامنا سوى أن نجوب الشوارع لتصادنا كاميراته. وسألت عاملاً في هيئة السياحة: ما أبرز حملاتكم الترويجية؟ فقال: الربيع العربي.