لعشاق الوجبات اللذيذة – أياً كان جنسها – في منطقة لوس أنجليس في ولاية كاليفورنيا موقع إلكتروني يحمل اسم «الأكول» (في العامية الأميركية chow houna). ويدير رواد الموقع سجالاً هذه الأيام حول حقيقة ما إذا كانت هناك وجبات خاصة بالمائدة السعودية. بدأ السجال بالتماس قدمه أميركي عاد لتوه من زيارة قام بها للرياض. قال إنه اشتاق إلى الطعام السعودي، فهل يمكن أن يدله أحد على مطعم سعودي في لوس أنجليس؟ فانفتح الباب واسعاً أمام من يعتبرون أنه ليس هناك «مطبخ سعودي»، وإنما هو لبناني أو «توليفة» من اللبناني وبضع أكلات عربية، فيما رد آخرون بأن المطبخ السعودي حقيقة لا مجال لإنكارها. وقال غيرهم إن السعودية بحكم رقعتها الجغرافية الشاسعة توجد فيها مطابخ سعودية عدة تبعاً لتنوعها السكاني والمناخي. وأجمع المتداخلون على أن عدم وجود عمالة سعودية في المطاعم جعل وجبات المطبخ السعودي حكراً على ربات البيوت. وشدّد كثيرون منهم على أن الأكلات السعودية لا تشبه الأكل اللبناني والمتوسطي من قريب ولا بعيد. وفيما حاول آخرون تقريبها إلى الأكل الآسيوي والفارسي، أكد متداخلون أن تركيبة التوابل التي يستطعمها السعوديون تكاد تكون «علامة فارقة» خاصة بهم. وقال أميركي: «السعودية بلد مساحته شاسعة، تعادل ربع مساحة الولاياتالمتحدة، لذلك من الطبيعي ألا تعرف مطبخاً وطنياً موحداً، ففي كل منطقة من مناطقها هناك وجبات خاصة. وطوال فترة اغترابي في المملكة لم أر سعوديين يقدمون الكباب في مائدة عرس. ومدى علمي أنه لا يوجد مطعم يقدم الأكل السعودي في لوس أنجليس، لذلك أنصحك بأن تعد ما تريده منه في المنزل، مستخدماً تشكيلة من التوابل التي يمكنك شراءها من البقالات العربية، مثل سوق الأردن في ضاحية ويستوود في لوس أنجليس». وذكر متداخل آخر أنه لم يزر السعودية مطلقاً، لكنه لاحظ وجود عدد كبير من المطاعم السعودية في العاصمة التايلندية (بانكوك). وأشار آخر إلى أن الممثل الكوميدي الأميركي أنطوني بوردين زار السعودية، وكتب في مدونته الشخصية أنه استمتع بلحم الغنم و«الحاشي» الذي تذوقه في الرياض. وتمنى أن يأتي يوم يُقدم فيه سعودي على فتح مطعم سعودي في لوس أنجليس. وتبرع أميركي آخر بالزعم بأن المطبخ السعودي شبيه بأكلات سكان الخليج العربي. وأضاف أن السعوديين تبنوا وجبات من أرجاء العالم كله. وذهب إلى «أنهم يحبون الملوخية، لكنهم يطهونها بطريقة مختلفة عن المصريين». وعاد المتداخل ليناقض نفسه بأن من أشهر وجبات المطبخ السعودي «الهريس» و«العريسة» و«الجريش» و«الثريد». وربما لم يتسن له تذوق «المظبي» و«المندي» و«المثلوث»، وغيرها من الوجبات السعودية «الصميمة». وعلى رغم ذلك نصح السائل بالبحث عن مطعم يمني «فلربما وجدت عنده شيئاً قريباً من الطعام السعودي». كما نصحه بالاستئناس بكتاب «الطهي الخليجي» لمؤلفته تيس مالوس، إذ أفرد صفحات لإعداد الوجبات السعودية.