تواصلت أزمة السائحين الأمريكيين المختطفين في محافظة شمال سيناء لليوم الثالث على التوالي دون بوادر لإطلاق سراحهما، خصوصاً مع إصرار الخاطف على شرطه المتمثل في إطلاق سراح عمه المسجون في أحد السجون المصرية قبل الدخول في أي مفاوضات لإطلاق سراح السائحين. وفيما قال الخاطف ل”الشرق”، إنه لن يطلق سراح السائحين إلا بالإفراج عن عمه المسجون، شدّد النائب عن شمال سيناء في البرلمان المصري المحلول بحكم قضائي، عبدالله جهامة، على أن جهود إطلاق سراح السائحين يجب أن تمر عبر شيوخ القبائل أولاً قبل اللجوء لأي حل أمني. وكان جرمى أبومسوح، المنتمي لقبيلة “الترابين”، اختطف السائحين الأمريكيين ميشال لويس (خمسون عاماً)، وليزا ألفونس (أربعون عاماً) مع مرشدهما السياحي المصري هيثم رجب (35 عاماً) في منطقة صدر الحيطان بوسط سيناء، وطالب جرمي السلطات المصرية بإطلاق سراح عمه المحتجز في سجن برج العرب في محافظة الإسكندرية الساحلية (شمال غرب القاهرة) بشأن قضية مخدرات، لكن الخاطف يقول إن الشرطة المصرية لفقتها لعمه. وبعد عدة محاولات، نجحت “الشرق” في التواصل هاتفياً مع الخاطف، حيث قال ل”الشرق” إن الرهائن في صحة جيدة ويلقيان معاملة حسنة رغم ظروف الحرارة الشديدة وندرة المياه، وتابع “لكنني لن أفرج عنهما إلا بإطلاق سراح عمي”، متابعاً “سألجأ للتصعيد إذا لم تستجيب السلطات لمطالبي”. وأضاف أبومسوح بتحدٍّ بالغ “إذا لم يتم الإفراج عن عمي سأقوم بخطف مزيد من السياح، وإذا تم إيذاؤه سأقوم بإيذائهم أيضاً”، ورفض أبومسوح أن نتواصل مع السائحين الأجانب أو مرشدهم المصري، قائلاً “الحديث والتفاوض يكون معي فقط”. لكن الخاطف سمح للسفارة الأمريكية بالتواصل مع السائحين، كما كشف ل”الشرق” أن السفارة الأمريكية وعدته بالتفاوض مع السلطات المصرية لإطلاق سراح عمه مقابل إطلاق سراح السائحين، وحاولت “الشرق” التواصل مع المتحدثة الرسمية باسم السفارة الأمريكية لتأكيد الأمر، لكن دون جدوى. وبينما استبعدت مصادر أمنية تنفيذ هجوم مسلح لتحرير المخطوفين في حالة تحديد مكان احتجازهم، حرصاً على حياتهم، مع إعطاء فرصة أكبر للمفاوضات لإنهاء الأزمة، قال أبومسوح ل”الشرق”، “أنا مستعد لكل شيء وأهلاً بالجميع”. في الوقت ذاته، قالت مصادر قبلية ل”الشرق” إن جهود مشايخ القبائل من أجل إقناع الخاطف بإطلاق سراح المختطفين الثلاثة لم تُسفر عن أي نتائج حتى الآن، مشددة على أن الخاطف يصرّ على إطلاق سراح عمه المحتجز. وعبر الشهور الماضية، شهدت شبه جزيرة سيناء عدة حوادث خطف للسائحين أغلبهم أمريكيون للمطالبة بالإفراج عن معتقلين ومسجونين من أهالي سيناء، وهي الحوادث التي انتهت جميعاً بالإفراج عن المختطفين في ظرف ساعات قليلة من الاختطاف بعد تدخل شيوخ قبائل سيناء. وقال النائب البرلماني عبدالله جهامة إن محاولات شيوخ القبائل لاتزال مستمرة للإفراج عن السائحين الأمريكيين ومرشدهم المصري، وأضاف جهامة ل”الشرق” “هناك إعداد لجلسة بين شيوخ القبائل والخاطف مساء اليوم (الأحد) وربما نتوصل لنتيجة إيجابية”.