يصل الرئيس محمد مرسي – رئيس جمهورية مصر العربية- اليوم الأربعاء إلى جدة في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه نهاية شهر يونيو الماضي. ويلتقي الرئيس المصري خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله- وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، كما يقوم بأداء مناسك العمرة. يأتي ذلك فيما ثمَّن خبراء سياسيون في مصر اختيار مرسي المملكة كأولى محطة في زياراته الخارجية، مرجعين الاختيار إلى ما اعتبروه رغبةً منه في التأكيد على العلاقات التاريخية الراسخة بين القاهرةوالرياض، ملمحين إلى بُعدٍ إسلامي في الزيارة كون المملكة واحدة من أهم رموز العمل الإسلامي. وكان سفير السعودية في القاهرة ومندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية، أحمد بن عبدالعزيز قطان، التقى الرئيس مرسي السبت الماضي ناقلا له رسالة من خادم الحرمين الشريفين تتضمن دعوته لزيارة المملكة. واعتبر عددٌ من الخبراء السياسيين زيارة اليوم بداية مصرية موفّقة على طريق استعادة الدور الإقليمي للقاهرة بعد عامٍ ونصف العام من الانشغال بالشؤون الداخلية، قائلين إن اختياره للرياض يحمل رسائل إيجابية في مختلف الاتجاهات خصوصاً فيما يتعلق بتعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين. ورأى المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية في القاهرة، السفير السيد أمين شلبي، أن الزيارة تدل بالأساس على رغبة القاهرة في تقوية العلاقات المتميزة مع الرياض. وقال شلبي “أعتقد أن اختيار مرسي للسعودية كأولى زياراته الخارجية أمر طبيعي للغاية خاصة مع إدراكه أن مصر والسعودية تمثلان أهم دعامات الأمن والاستقرار في العالم العربي”، وأضاف شلبي “الظروف الحالية تتطلب من البلدين ضرورة التنسيق الكامل والتعاون والتشاور من أجل ضمان استقرار المنطقة”. واعتبر شلبي، في تصريحاتٍ ل “الشرق”، أن العالم العربي في لحظة دقيقة بعد الربيع العربي وما خلَّفه من أزمة عميقة في سوريا بالتزامن مع ركود عملية السلام وتطورات الملف الإيراني، وهي الأزمات التي علق عليها شلبي قائلا “الواقع الإقليمي الحالي يتطلب عملاً كبيراً من مصر والسعودية وأعتقد أن القيادات في البلدين تدرك ذلك”. من جانبه، يعتقد الدكتور أحمد عبد ربه، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن للزيارة ثلاثة أبعاد، أولها يتعلق بدور المملكة على الصعيد الإسلامي، وثانيها يتصل بالدور الاقليمي البارز للدولتين كحائط صد في مواجهة أي محاولة لإعادة رسم منطقة الشرق الأوسط، وثالثها يرتبط بالعلاقات الثنائية بين الرياضوالقاهرة. بدورها، تعتقد أستاذة الاقتصاد في جامعة القاهرة، الدكتور هبة عاطف، أن زيارة الرئيس مرسي للرياض لها بعد اقتصادي لا يقل عن البعد السياسي، قائلة ل”الشرق” إن الاستثمارات السعودية هي الوحيدة القادرة على تعويض تراجع الاستثمار الأجنبي في مصر بعد الثورة. وأضافت عاطف “كما أن استقرار أحوال العمالة المصرية في السعودية يعد أمرا مهما للغاية للقاهرة خاصة مع حاجة مصر للتحويلات المالية التي يرسلونها لذويهم”.