الرئيس المصري محمد مرسي وصف خبراء استراتيجيون وسياسيون في مصر زيارة الدكتور محمد مرسي للمملكة العربية السعودية الأربعاء المقبل ب “الهامة سياسيا” وتوقعوا أن تتطرق إلى عدة ملفات في مقدمتها العلاقات الثنائية بين البلدين والقضية السورية. وبحسب رئيس لجنة الشؤون العربية في البرلمان المصري – المحلول بحكم قضائي- الدكتور محمد السعيد إدريس، ستحمل زيارة محمد مرسي للرياض رسالة مضمونها أن الأولوية الخارجية للإدارة المصرية الجديد هي أولوية عربية وأن القاهرة في ثوبها الجديد ستسعى لتقوية العلاقات مع محيطها العربي. ويتوقع إدريس، في حديثه ل “الشرق”، أن يتناول اللقاء بين الرئيس المصري وخادم الحرمين الشريفين الأزمة السورية وأن يشهد تأكيداً مصرياً سعودياً على وجوب الدفع في اتجاه إنهاء معاناة الشعب السوري المستمرة منذ عامٍ وأربعة أشهر. ويعتقد إدريس، الذي يرأس وحدة الشؤون الإيرانية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن مرسي سيرسل تطمينات للمملكة ودول الخليج مفادها أن مصر تهتم بأمن الخليج العربي باعتباره أحد ركائز الأمن القومي المصري وأن أي علاقة دبلوماسية مصرية بدولٍ أخرى لن تأتي على حسابه. ولا يعد اختيار مرسي للرياض لتكون وجهته الأولى خارجياً أمرا غير طبيعي بحسب الخبير الاستراتيجي المصري اللواء أحمد وهدان، والذي يرى، في حديثه ل “الشرق”، أن هذه الخطوة متوقعة خصوصاً أن الفترة الأخيرة شهِدَت تأكيدات مصرية سعودية على رغبة كل بلدٍ في تعميق هذه العلاقة خصوصاً في الجانب الاقتصادي. وينظر اللواء وهدان إلى لقاء الأربعاء المقبل باعتباره فرصة لتباحث ثنائي في ملف الأمن القومي العربي بعد عامٍ ونصف ظلت فيه القاهرة بعيدة عن هذا الملف لانشغالها بترتيب أوضاعها الداخلية، ويتوقع وهدان تركيز الرئيس المصري على ارتباط الأمن القومي لمصر بأمن دول الخليج “وهي نقطة سبق وأن تناولها في تصريحاتٍ له قبل وبعد انتخابه”. بدوره، يرى الخبير الاستراتيجي عادل شاهين في الزيارة المرتقبة إشارة من المملكة إلى نيتها تقوية العلاقات مع مصر أياً كان الانتماء السياسي لرئيسها، مضيفاً “بعد انتخاب محمد مرسي ظن البعض أن وصول أحد كوادر الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في مصر سيؤثر سلباً على العلاقة بالخليج، وهذه الزيارة مقدمة لدحض تلك الرؤية”. ويتوقع عادل شاهين أن تحيط السعودية الرئيس المصري علماً بأوضاع المصريين العاملين في المملكة، والذين ارتفع عددهم خلال العام الماضي بواقع 150 ألف موظف وعامل، وبملف المصريين المحكومين في المملكة من باب التنسيق بين الحكومتين. من جانبه، يعتبر مدير مركز الدراسات الفلسطينية في القاهرة إبراهيم الديراوي، في تصريحاتٍ ل “الشرق”، زيارة مرسي للمملكة “مقدِّمة لمباحثات مصرية سعودية حول عدة قضايا عربية منها القضية الفلسطينية لكونها أولوية تاريخية على أجندة العلاقات الخارجية للبلدين”، بحسب تصريحه ل”الشرق”.