تسبب رسم كاريكاتيري للفنان ماهر عاشور في منعه من نشر رسوماته في إحدى الصحف المحلية لمدة نصف عام تقريباً؛ ما دفعه لنشرها في صحيفة أخرى، نتيجة تجاهل الأولى له لفترة طويلة، وبحثاً عن فرص أكبر، وأكثر إنصافاً لعمله. ويشير عاشور إلى كثرة الخطوط الحمراء التي تحد من إبداعات رسامي الكاريكاتير، وتضعهم في مساحة ضيقة حدودها لا تتعدى غرف المشكلات الاجتماعية، وممرات الرياضة، مضيفاً أن وزارة الإعلام والثقافة تضع خطوطاً إضافية على تلك التي تلونها سياسات الصحف بالأحمر، ومن بينها عدم تناول جهات حكومية، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ويرى عاشور أن مستقبل الكاريكاتير في الصحافة أكثر إشراقاً، خصوصاً للرسّامات، مضيفاً أنه من المحتمل أن تفسح الصحف المحلية المجال أمام خمسة، أو أكثر، من رسامي الكاريكاتير لنشر إنتاجهم يومياً في الصحف، على عكس ما يحدث الآن من وجود رسام، أو اثنين. أما ما يقض مضجع عاشور فهو هاجس الفكرة، المراد ترجمتها لصورة كوميدية، أو درامية، لا حوار فيها، وإلقاء نظرة سريعة عليها ترسم على الوجوه ابتسامة، أو أسى. وينفي ماهر ضرورة الاحتراف في الرسم لنجاح الكاريكاتير، فالفن كل الفن في الفكرة المطروحة. ويبدي ماهر انزعاجه من اهتزاز ثقة مطالعي الكاريكاتيرات على المستوى المحلي بفنانيهم، بعد انتشار السرقات الفنية. ويؤكد أهمية تميز رسام الكاريكاتير بخطوطه الخاصة، وعدم تقليده لأحد، ليصل إلى أعلى مراحل الإبداع. وقد أقام عاشور ستة معارض محلية، أحدها دولي، ولم يفكر في عرض لوحاته للبيع، مبرراً ذلك بأن «الفن لا يباع أبداً، ولكن من الممكن أن يمنح كهدية»، مبيناً أن الرسامين السعوديين لديهم أفكار قوية ومبدعة، لكن مشكلة أكثرهم هي في تناولهم الجانب الاجتماعي، وهذا لا يتيح مجالاً واسعاً للإبداع، مفترضاً أن فسح الجرائد لرسامي الكاريكاتير بتناول الشأن الدولي سيفتح المجال واسعاً لعملية الإبداع، وإبرازهم أكثر، مشيراً إلى وجود أكثر من رسام كاريكاتير سعودي لهم لوحات تناولت قضايا دولية، وأظهروا فيها تميزاً، سواء من حيث اللون، أو الخطوط. وعدّ عاشور «جمعية الكاريكاتير السعودية» جمعية «نائمة في العسل»، مضيفاً: لم نرَ منهم شيئاً إلى الآن، في البدء وعدوا بعمل معارض ودورات، والاهتمام بالمبتدئين، وما نتج عنها معرض واحد فقط. وأضاف أن عدداً منهم عقد اجتماعاً من دون أن يعرف كثير من زملائهم بالأمر، وما عرفناه لاحقاً من انتخاب رئيس ونائب له كان عن طريق الصحافة، ومنذ العام الماضي إلى الآن لا نعرف شيئاً عن الجمعية.