تشهد ورش تشليح السيارات على طريق تبوك القديم في المدينةالمنورة، حركة ركود خلال الأيام الجارية بسبب تراجع عمليات البيع والشراء التي تتزامن مع دخول موسم الإجازة الصيفية، فيما يتأهب في الوقت نفسه كثير من اللصوص لسرقة السكراب وقطع الغيار المنتشرة بكميات كبيرة في تلك التشاليح التي يبلغ عددها 45 ورشة. وفي جولة أجرتها «الشرق» على ورش تشليح السيارات في المدينة، أوضح العامل حسين أبو الشاهين أن سوق التشليح يشهد هدوءاً في هذه الفترة من العام نظراً لسفر كثير من الأهالي خلال الإجازة الصيفية، واستخدام كثير من سائقي الحافلات ومالكي المركبات الكبيرة سياراتهم في نقل الركاب بين مكّة المكرّمة والمدينةالمنورة لدخول موسم العمرة، منوّها بأن ملاك تلك الورش يبدون قلقاً كبيراً في هذه الفترة بتكثيف الحراسات الأمنية من قبل العمالة أنفسهم، دون التعاقد مع شركات للحراسات الأمنية المتخصصة على زوايا الورش التي تمتد لمساحات تجاوز ثمانية آلاف متر مربع للورش المتوسطة. وأضاف أبو الشاهين أن العاملين في التشاليح يتناوبون على حراسة ورشهم ليلاً ونهاراً منعاً لوقوع السرقات من قبل لصوص قطع الغيار، مشيراً إلى أن أغلبهم وافدون من جنسيات آسيوية يعملون في ورش تصليح السيارات وبيع السكراب وسط المدينة، مؤكّداً أن البعد المكاني لمنطقة التشاليح زاد من نسبة الخطر المحدق بهم. وشاركه الرأي سليمان النوري، مضيفاً أن السرقات تتزايد مع مطلع كل عام هجري بعد موسم الحج، وكذلك منتصف العام والإجازة الصيفية، مؤكّداً أن الجهات الأمنية تعمل بشكل لا يتناسب مع حجم السوق الذي يزيد عدد الورش فيه عن 45 ورشة نظامية مترامية الأطراف. وأشار النوري إلى أن متوسط عدد السيارات الخردة في الورشة الواحدة قد يزيد عن خمسة آلاف سيارة، يعمل صاحب الورشة على شرائها خلال تنقلاته وبحث مندوبيه عنها في مواقع مختلفة بعد التأكّد من تلفها وانتهاء صلاحية عملها، وبعد معرفة رغبة مالكها في بيعها، موضحاً أنه يتوجّب عليهم إسقاط ملكية السيارة ولوحاتها من إدارة المرور قبل انتقالها للتشليح وبيع قطع غيارها الصالحة وبيع الحديد «كسكراب» للورش المهتمة بها. وأضاف زميله الحبيب أحمد دمياطي أن متوسط دخل الورشة الواحدة من فئة الورش المتوسطة قد يتجاوز مائة ألف ريال شهرياً، لافتاً إلى أن خروج التشاليح عن النطاق العمراني يزيد من احتمالية تعرضها للسرقات، مؤكّداً في الوقت ذاته تعرّض العديد من الورش للسرقات خلال العام الجاري والأعوام السابقة، وأن كثيراً من أصحاب تلك الورش يهمون بإغلاق حساباتهم المالية يومياً، ونقل العوائد المادية للبنوك أو لمنازلهم أو لمكاتبهم داخل المدينة. وبين دمياطي أن مخالفي نظام الإقامة والعمالة الوافدة يركزون خلال هذه الفترة على التجول داخل ورش التشاليح، مؤكّداً أن الجهات الأمنية ليست موجودة بالشكل المطلوب الذي يتناسب مع عوائد سوق التشاليح في المدينة، مطالباً بتكثيف الدوريات الأمنية تحسباً لوقوع العديد من الجرائم غير السرقة بالمواقع المحيطة بالسوق. العقيد فهد الغنام من جهته، أوضح ل»الشرق» الناطق الإعلامي في شرطة منطقة المدينةالمنورة العقيد فهد الغنام، أن الجهات الأمنية تكثّف وجودها في منطقة التشاليح عبر الدوريات الأمنية العامة والسرية، مشيراً إلى أن مركز شرطة المطار هو المختص بالقضايا الواقعة في سوق التشاليح لوقوعه ضمن موقع اختصاصه. وشدّد الغنام على أصحاب وملاك التشاليح تحصين مواقعهم،لأن ذوي النفوس الضعيفة يبحثون عن الثغرات الأمنية للقيام بما يخل بالأمن في مثل هذه الأماكن، لافتاً إلى أن المراقبة الأمنية تشمل التشاليح والمواقع المحيطة بها.