تتعرض ورش تشاليح السيارات الواقعة بالقرب من مطار منطقة المدينةالمنورة لسرقات يومية من قبل مجهولي الهوية، الذين يستغلون ظلام الليل وبعد التشاليح عن النطاق العمراني لحمل كل ما خف وزنه وغلا ثمنه من قطع غيار السيارات المستعملة، تمهيدا لبيعها وتسويقها على أصحاب الورش ومحال السكراب بطريقة مخالفة. يقول حمودة أبو أحمد، يمتلك ورشة تشليح، «نعمل في الورشة من ساعات الصباح الأولى وحتى أذان المغرب، بعد ذلك نغلق الورشة ونضع حارسا ليليا على البوابة، لوجود العديد من اللصوص الذين يأتون إلى منطقة التشاليح البعيدة عن النطاق العمراني لسرقة أي شيء أمامهم، مثل قطع الحديد أو لوحات السيارات أو قطع الغيار المستعملة، وبالرغم من انتشار حوادث السرقات وتعرض العديد من ورش التشاليح للسرقة إلا أن التواجد الأمني في المنطقة خلال الليل يكون نادرا ولا تحضر الدوريات الأمنية إلا بناء على بلاغ مسبق، الأمر الذي يجعلنا نكثف الحراسات الليلية على بوابات الورش لمنع السرقات». وأضاف «سبق أن ألقيت والعاملون في الورشة القبض على عدد من لصوص السيارات حاولوا سرقة بعض قطع الغيار»، مطالبا شرطة المدينةالمنورة بتنفيذ جولات ميدانية داخل منطقة التشاليح وخاصة في الفترة المسائية لمنع السرقات المتكررة التي تتعرض لها الورش. واستغرب علي فاضل عدم تكثيف التواجد الأمني في منطقة التشاليح، خاصة خلال الليل بالرغم من انتشار اللصوص وحوادث السرقات. وأضاف يستغل اللصوص بعد منطقة التشاليح عن النطاق العمراني وندرة الدوريات الأمنية خلال الفترة المسائية لتنفيذ سرقاتهم دون أية مضايقة من أحد، مشيرا إلى أن العديد من ملاك ورش التشاليح أصبحوا يوظفون حراسا ليليين على الورش لمنع سرقتها بعد انصراف العاملين فيها. واعتبر أن بعد التشاليح عن النطاق السكني ساهم في ارتفاع معدل السرقات بشكل كبير. وعن حضور النساء إلى منطقة التشاليح، يقول المهندس محمد «تحضر بعض النساء إلى منطقة التشاليح مع سائقها الخاص للسؤال عن قطعة غيار لسيارتها، وحتى تتأكد من سعرها وأن سائقها لا يغالي عليها بالسعر، ولكن حضور النساء إلى مثل هذه المنطقة شبه المهجورة نادر جدا، خاصة أن المنطقة لا يوجد بها أية خدمات أو دوريات أمنية». وتؤكد أم خالد أنها تذهب مع سائقها الخاص إلى منطقة التشاليح عندما تتعطل إحدى سياراتها لشراء قطع غيار بسعر مناسب بدلا من الأسعار المرتفعة في الوكالة، وأضافت «أرشدني صاحب إحدى الورش إلى منطقة التشاليح لشراء قطع غيار مستعملة لسيارتي عندما تعطلت، وحتى أتأكد من جودتها وسعرها أذهب مع سائقي الخاص إلى منطقة التشاليح للبحث عن القطعة المطلوبة والمساومة في سعرها للحصول على أفضل ثمن لها». وتحرص حنان على الحضور إلى منطقة التشاليح برفقة ابنها البالغ من العمر 18 عاما، من أجل شراء قطع لسيارته، ولخوفها عليه من هذه الأماكن الموحشة، من وجهة نظرها. من جانبه، أوضح المتحدث الإعلامي في شرطة منطقة المدينةالمنورة العقيد فهد الغنام، أن عمل الدوريات الأمنية يغطي مناطق التشاليح الواقعة داخل النطاق العمراني وقبل المنافذ، أما بالنسبة لمناطق التشاليح الواقعة بعد منافذ المدينةالمنورة مثل طريق القصيم وتبوك وينبع وغيرها من خارج حدود منافذ المدينةالمنورة، فهذه تقع تحت مسؤولية أمن الطرق. وأكد وجود دوريات أمنية عادية وسرية تعمل داخل مناطق التشاليح في المدينةالمنورة ومهمتها متابعة الأوضاع الأمنية.