تتعرض مدينة حمص لأعنف عمليات قصف منذ أمس الأول وسط تعتيم إعلامي كبير وقطع لكل أنواع الاتصالات، إذ تشير المعلومات الواردة من قلب المدينة إلى سقوط أكثر من 1500 قذيفة على المدينة بشكل عشوائي ويتوالى سقوط القذائف بمعدل قذيفة كل ثلاث ثوان، وطال القصف أحياء حمص القديمة وجورة الشياح والقصور والقرابيص والغوطة والوعر والملعب والانشاءات وجوبر والبياضة والخالدية، وأكد ناشطون أن القذائف المستخدمة في القصف ترى لأول مرة، لاسيما الهاون الثقيل، مشيرين إلى استخدام الدبابات والصواريخ، في حين قال شهود عيان إن المدينة تتعرض لإبادة جماعية وأن وضعها هو الأسوأ منذ بداية الثورة، وأن تعزيزات كبيرة شوهدت في شارع الستين مؤلفة من أعداد كبيرة من الآليات وعدد ضخم من الشبيحة لاقتحام حمص القديمة والخالدية، وأن شبيحة حي الزهرا الموالي حاولوا اقتحام حمص القديمة ثلاث مرات أمس. ووصف أحد الثوار ما يجري في منطقة الحميدية وبستان الديوان ذات الأغلبية المسيحية والصفصافة وحمص القديمة بأنه خطير جدا، وأن كل صاروخ يهدم ثلاثة طوابق دفعة واحدة، وأن شارع الحميدية يحترق، وأن أنواعاً من الأسلحة الكيماوية السامة تستخدم على الأرجح، مطالباً بتغطية إعلامية لعدم وجود إعلاميين وانقطاع الاتصالات. وتتعرض بلدة القريتين شرقي حمص أيضاً لعملية عسكرية واسعة النطاق بعد محاصرتها بأعداد كبيرة من الدبابات وقوات الجيش والشبيحة، بينما تشارك طائرات حوامة في العمليات العسكرية والقصف، وذكر أحد السكان أن الحوامات تستهدف برشاشاتها منذ أمس كل ما يتحرك، وأنها تقوم بجولات منتظمة فوق المدينة. إلى ذلك، امتد إضراب العاصمة دمشق ليشمل محافظتي حلب ودير الزور، وقدر ناشطون نسبة الإضراب في حلب بنحو 80 % ولا سيما في حيي السبيل والشعار وفي دير الزور ب 95 %، بينما استمر إضراب دمشق رغم نجاح السلطات الأمنية في تخفيض نسبته في بعض المناطق نتيجة عمليات الاقتحام وتكسير الأقفال والتنكيل بالمضربين، خصوصاً في حي كفرسوسة، إذ انخفضت النسبة إلى نحو 20%، في حين حافظت الأسواق في بقية المناطق على نسبها المرتفعة في المشاركة.