دمشق، نيقوسيا، عمان - «الحياة»، ا ف ب، رويترز - شهد العديد من أحياء دمشق انتشاراً أمنياً كثيفاً أمس، واقفالا للمتاجر، فيما بدأ السكان في دمشق وباقي المدن السورية عصياناً مدنياً دعت إليه المعارضة السورية. وقال ناشطون إن نحو 10 أشخاص قتلوا أمس في أعمال عنف في مناطق مختلفة من البلاد، كما تحدثوا عن توجه آليات ومدرعات ثقيلة إلى حمص تمهيداً -كما قال معارضون- لاقتحام حي بابا عمرو، كما تحدث الناشطون عن إطلاق نار كثيف وعشوائي من رشاشات ومدرعات في درعا، وتحليق مكثف للطيران في حماة. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان أمس، إن قوات الأمن والجيش واصلت القصف المدفعي لبابا عمرو بحمص، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من الحي مع استمرار انقطاع الماء والكهرباء وجميع أنواع الاتصالات. وأوضحت أنه تم توثيق عشرة ضحايا قتلوا بمناطق مختلفة، أحدهم بحلب، وهو مجند رفض إطلاق النار على المتظاهرين، وثمانية بإدلب نتيجة إطلاق النار بشكل عشوائي من الحواجز الأمنية على المنازل، وسيدة في حمص. وقال الناطق باسم تنسيقية دمشق وريفها محمد الشامي: «هناك انتشار أمني في دمشق، وهذا ليس جديداً، ولكن الانتشار في المزة هو الكثيف. هناك حواجر اقيمت اليوم (أمس) في محيط المزة لفصل المناطق بعضها عن بعض». وأضاف الشامي أن «الكثير من المحلات مغلق في برزة والقابون وجوبر وكفرسوسة» التزاماً بالإضراب العام والعصيان المدني... رغم الخوف من انتقام الاجهزة الامنية». لكن رغم الانتشار الأمني، خرجت تظاهرات طالبية في مناطق الحجر الأسود والميدان وجوبر وبرزة بعد انتهاء الدوام الدراسي، بحسب اتحاد تنسيقيات دمشق. وأظهرت مقاطع بثها ناشطون على الانترنت، تظاهرةً في حي القدم في دمشق، ردد المشاركون فيها هتافات ضد النظام ومؤيدة لحمص وحي المزة، وشهد الحي نفسه تظاهرة لطالبات ينادين بالحرية وإسقاط النظام. إلى ذلك، قال الناطق باسم تنسيقية المزة ابو حذيفة المزي، في اتصال عبر موقع سكايب مع فرانس برس، إن «قوات الامن أجبرت أهل الشهيد سامر الخطيب (34 عاماً) الذي سقط أمس برصاص الامن في تظاهرة المزة، على دفنه عند السابعة صباحاً»، في ظل انتشار امني كثيف، فيما كان التشييع مقرراً عند العاشرة والنصف. وقال ناشطون معارضون إن قوات الامن كثفت وجودها لمنع تحول الجنازة الى تظاهرة مناهضة للنظام. وأضافوا ان 15 شاحنة خفيفة تقل قوات الامن والشبيحة طوقت الجنازة حيث دفن الخطيب في هدوء. وقال الناشطون إن سيارات الشرطة وعربات جيب تقل أفراداً من ميليشيا الشبيحة قامت بدوريات في المزة في حين انتشر أفراد الشرطة السرية وقاموا بإيقاف الرجال عشوائياً والتحقق من بطاقات هويتهم. وقال الناشط معاذ الشامي، في اشارة الى الشارع الرئيسي: «السير في المزة الآن ينطوي على خطر الاعتقال. المنطقة هادئة وحتى متاجر الطعام المشهورة في الشيخ سعد خالية». اما في حمص، فقد تواصل القصف المتقطع للقوات النظامية على حي بابا عمرو في مدينة حمص، فيما يتعرض حي باب السباع لإطلاق نار كثيف. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله في اتصال مع فرانس برس من حمص: «كان القصف متقطعاً صباحاً على بابا عمرو، ولكن منذ الساعة 14.30 (12.30 ت.غ.) أصبح القصف عنيفاً جداً بمعدل أربع قذائف في الدقيقة». وأضاف: «أما في باب السباع وباب الدريب والصفصافة، فالقصف متقطع وليس كثيفاً»، مشيراً الى عدم القدرة على إحصاء الإصابات، «لأننا غير قادرين على الوصول الى المناطق المستهدفة». وتخوف العبدالله من «تكرار ما جرى في بابا عمرو مع أحياء اخرى، مثل باب السباع والخالدية والبياضة، أو القضاء على من تبقى في بابا عمرو» لاسيما بعد «التعزيزات غير المسبوقة التي أتت من دمشق». ولفت ناشطون بريف دمشق، في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس، الى تحرك قوة عسكرية امنية على الطريق الدولية من دمشق الى حمص، كما تحدثوا عن استقدام قوة مدرعة الى محيط مدينة رنكوس في ريف دمشق. وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان هذه المعلومات، موضحاً في بيان أن «25 دبابة وناقلات جند مدرعة و10 شاحنات» وصلت الى محيط رنكوس، فيما توجهت «قافلة قوامها نحو 32 حافلة كبيرة ترافقها سيارات إسعاف وسيارات عسكرية» الى حمص. وقال العبدالله: «تسربت لدينا أخبار من ضباط في الجيش أنه سيكون هناك اقتحام دموي يحرق الأخضر واليابس في بابا عمرو، وأن هذا الاقتحام كان مقرراً قبل امس، لكن الاحوال الجوية العاصفة حالت دونه». وأضاف العبدالله أن الحالة الانسانية «كارثية» في بابا عمرو، مشيراً الى ان «بعض العائلات ممن فقدت منازلها وضعناها في المساجد، لكن لا نعرف ماذا نفعل بهم الآن مع تعرض المساجد للقصف». وأشار الى ان الناس في بابا عمرو يجمعون مياه المطر في ظل انقطاع المياه عن المدينة. وفي تدمر في محافظة حمص، افاد سكان تمكنوا من مغادرة المدينة، ان مدينتهم تتعرض لحصار الجيش منذ اسبوعين. اما في إدلب (شمال غرب)، فاغتيل صباح امس النائب العام للمحافظة نضال غزال، والقاضي محمد زيادة، وسائقهما الشرطي عبد القادر محمد برصاص «مجهولين»، وفقاً للمرصد السوري، في حين اتهمت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) «عصابات ارهابية مسلحة» بالاغتيال «في اطار استهداف الكفاءات الوطنية». وأفادت (سانا) ان «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت سيارة المحامي العام والقاضي بالرصاص بالقرب من مدرسة حسام حجازي في حي الضبيط، ما أدى إلى استشهادهما والسائق». وأشارت إلى أن مجموعة أخرى كانت اغتالت أمس عضو مجلس مدينة حلب جمال البش في منطقة السفيرة في حلب في شمالي البلاد. وفي محافظة حلب (شمال)، ذكر المرصد السوري ان رجلاً قتل إثر اصابته برصاص حاجز أمن على طريق الأتارب معرة مصرين. واضاف المرصد في بيان، أن امرأة قتلت في مدينة السخنة الواقعة في البادية السورية على طريق تدمر-دير الزور إثر اقتحام قوات الامن للمنطقة، كما قتل محام في بلدة العشارة في محافظة دير الزور برصاص قوات الامن التي اقتحمت البلدة، وفقاً للمرصد.