تشكل إيرلندا الشمالية مع إنجلترا واسكتلندا وويلز ما يعرف باسم “المملكة المتحدة”ولابد عند ذكر إيرلندا الشمالية من تذكر “شين فين” فهو حزب سياسي عريق له دور تاريخي في النضال من أجل استقلال إيرلندا ووحدتها حتى قبل ظهور جمهورية أيرلندا الجنوبية المستقلة. تأسس الحزب في أوائل القرن العشرين على يد السياسي آرثر جريفيث في عام 1905، و معنى ال “شين فين” باللغة الإيرلندية “أنفسنا أو نحن أنفسنا” فهو معبر عن الشخصية الأيرلندية، أي الاستقلالية وعدم الانتماء للمملكة المتحدة. انطلقت مسيرة “شين فين” للتعبير عن حركة سياسية أنصارها من الكاثوليك،واصطدمت بداية انطلاقتها بواقع لا يحقق مطالبها ومساعيها في الانفصال عن بريطانيا، فغالبية سكان إيرلندا ذوو جذور اسكتلندية ومن البروتستانت، ارتبطوا ببريطانيا ورضوا بالسيادة الإنجليزية عليهم. ظهر الجناح العسكري ل “شين فين”، المعروف ب “منظمة الجيش الجمهوري الإيرلندي”، عام 1919، وفي نفس العام بدأت المنظمة عملياتها ضد القوات البريطانية، وفي عام 1921وقع اتفاق لوقف إطلاق النار، بمعاهدة عرفت باسم “الاتفاقية الأنجلو إيرلندية” قسمت إيرلندا إلى جزء جنوبي (صار فيما بعد جمهورية مستقلة) أما المقاطعات الست الأخرى بقيت تحت سيطرة بريطانيا. وعلى مدى ثمانية عقود بقيت الشين فين الجناح السياسي غير الرسمي لمنظمة الجيش الجمهوري، تناضل من أجل استقلال ووحدة أيرلندا بشقيها الشمالي والجنوبي. وال “شين فين” الحالية هي التي جاءت في أعقاب الانقسام داخل الحركة الجمهورية الإيرلندية عام 1970، وانتهى نضال ال”شين فين” بتوقيع اتفاق بلفاست الذي ضمن مجلس حكم مستقل ومنتخب في إيرلندا الشمالية، وتقاسم السلطة واستفتاء على توحيد إيرلندا أجري في مايو 1999، واجه المجلس المنتخب مشكلات أهمها نزع أسلحة الجيش الجمهوري الأيرلندي. في 2007، شهدت إيرلندا تحولا تاريخيا، إذ توصل القطبان المتنازعان بزعامة إيان بيزلي وجيري آدامز لاتفاق على المشاركة في السلطة وتشكيل حكومة مشتركة لإدارة الإقليم.