السوريون الذين احتضنوا إخوتهم اللبنانيين خلال حرب تموز عام 2006، هم أنفسهم لاجئون اليوم في لبنان هربا من الحديد والنار الذي اختاره نظامهم لمواجهة تظاهراتهم ... فدفعهم دفعا إما للتسلح للدفاع عن أنفسهم وإما للهرب إلى الدول المجاورة صونا للحياة والعرض. هم أنفسهم يهربون اليوم إلى تركيا والأردن و لبنان وبلاد أخرى. وفي كل هذه الدول تعترف بهم الحكومات كلاجئين يستحقون المساعدة فتنصب لهم الخيام أو البيوت المتنقلة ويقدم لهم الطعام والعلاج.. إلا في لبنان فالحكومة تقول إنهم نازحون ولا تقدم لهم شربة ماء، وحتى لو كانوا نازحين أليس من الواجب الإنساني والأخلاقي مساعدتهم واحترامهم ومواساتهم ولو بكلمة، فبعض الإعلام اللبناني يوجه لهم الإهانات كما حصل مع اللاجئين إلى تركيا فقد اتهمهم الإعلام السوري الرسمي وحتى بعض الإعلام اللبناني والروسي بأنهم حولوا المخيمات إلى مراكز دعارة وأن هناك خمسمائة حالة اغتصاب وثلاثمائة وخمسين حالة حمل... إلخ. أما في لبنان فالأمر أبعد من ذلك، إذ إن بعض القوى السياسية ومنها حزب الله المسلح لمقاومة إسرائيل، يلاحقهم و يعتقل كثيرا منهم ويسلمه إلى النظام في سوريا حيث السجون والمسالخ. بل وتنظم القوى السياسية الطائفية مسيرات موازية للوقوف مع قتلتهم في سورية ومع تشريدهم وهدم منازلهم تحت عنوان تعزيز المقاومة.