ذكر مستشار التدريب والتطوير المهني للخدمات الطبية الدكتور عبدالباسط أيوب أن ما يمثل 45% من العاملين في قطاع التمريض في الولاياتالمتحدة يفكرون في ترك وظائفهم بحلول عام 2013، وأشار إلى أن تغيير موظف واحد منهم قد يكلف 88 ألف دولار، لافتا إلى أن دراسات أرجعت 80-90% من أسباب قرار تركهم للعمل جاء نتيجة معاملة مديريهم السيئة. وقال الدكتور أيوب خلال محاضرة ألقاها عن أهمية إيجابية بيئة العمل وأثر تعامل المديرين مع الممرضين والممرضات على إنتاجيتهم واستمرارهم في المنشأة الصحية، في اليوم الثاني من مؤتمر التمريض الخليجي المنعقد تحت شعار «تشجيع مهنة التمريض مسؤولية الجميع» الذي نظمه مستشفى الولادة والأطفال، قال «لا توجد دراسات مماثلة في المملكة، ولكن الأكيد أن هناك نقصا في ثقافة مديري المنشآت الصحية، وطريقة تعاملهم مع الموظف، إذ أظهرت الدراسات علاقة وثيقة بين تعرض الممرض لضغوط سلبية في بيئة عمله، وبين زيادة معدل ارتكاب الأخطاء الطبية»، وأضاف «فالممرض يتعامل مع جرعات دوائية دقيقة، وفقده للتركيزه يجعله عرضة لارتكاب الأخطاء». من زاوية أخرى، بيّن الدكتور عبدالباسط أن نظرة بعض أفراد المجتمع للممرض السعودي قد تحد من دخوله في هذا المجال رغم الحاجة له، لافتا إلى أن أغلب المرضى يشعرون بالارتياح عند تعاملهم مع ممرض من نفس جنسهم خصوصا في الأمور الشخصية أو الحساسة، كما أكد أن وجود ممرض يتحدث بلغة المريض وينسجم مع ثقافته يعد ضروريا لسلامة المريض، مستشهدا على ذلك بحادثة لأحد المرضى المصابين بإصابة في رجله بسبب السكري، وكان يتوضأ خمس مرات في اليوم، ما جعل جرحه لا يشفى لمدة طويلة، الأمر الذي أثار استغراب الطاقم الطبي، الذي أعطاه بدوره كل العلاجات اللازمة، حتى رآه الدكتور عبدالباسط يغسل رجله للوضوء، فطلب منه التيمم بدلا من ذلك، وفي حادثة أخرى، لم يفهم المريض وصفة جرعات تناول الدواء، بسبب أن الممرضة كانت تتحدث لغة عربية مكسرة، الأمر الذي جعله يتناوله بطريقه خاطئة. والتقت «الشرق» بالممرضين هادي اليامي، هامل اليامي، وفايز العنزي، الذين أكدوا من جهتهم أن نظرة المجتمع تغيرت للممرض الرجل، وأنهم اتجهوا لهذا المجال كوظيفة لها أهداف إنسانية، وذات استقرار وظيفي مضمون، في حين ذكر العنزي تعرضه لسخرية بعض أصحابه قبل دخوله هذا المجال. وفي شأن ذي صلة، طالبت مديرة عام التمريض في إدارة الصحة العامة في المنطقة الشرقية جنان البندر بإعادة النظر في منح بدل العدوى لجميع الممرضين، بدلا من قصره على المتعاملين مباشرة مع المرضى المصابين بأمراض معدية وخطيرة، معللة ذلك بأن كل الممرضين معرضون لخطر العدوى، وقد يحل ممرض لا يعطى بدل العدوى محل زميله، أو يبدله في أداء مهامه، ما يجعله يشعر بالغبن وعدم المساواة. الممرضون هادي - هامل - فايز