افتتحت مراكز الاقتراع لانتخابات برلمانية تجري في ظل دستور جديد، الذي أقره نظام الأسد قبل حوالي الشهرين، حيث نص على إلغاء المادة الثامنة التي أنهت احتكار البعث للسلطة ووصفت وسائل إعلام النظام هذه الانتخابات بالتعددية. في الوقت الذي ما زال نظام الأسد يطلق الرصاص على الشعب ويهجر السكان ويهدم المدن بالمدافع والدبابات، بينما تتعثر جهود المبعوث الدولي العربي كوفي عنان ولم يتحقق وقف إطلاق النار الذي أعلن عن البدء به قبيل نحو الشهر. واستبق المجلس الوطني السوري الانتخابات، التي وصف إجراءها بالصفاقة: إن من يغرق سوريا بالدم، ويهجر مليوني سوري، ويوجه السلاح إلى صدور السوريين لا يتمتع بأي مشروعية لإصدار دستور ولا قانون انتخابي ولا الدعوة لانتخابات في ظرف لا تتوفر فيه أبسط شروط ممارسة الحق الانتخابي. وأضاف بيان المجلس: إننا ندعو السوريين للإضراب أو التظاهر في ساعات الانتخاب للتعبير عن رفضهم لهذه المسرحية التي تستهين بدماء آلاف الشهداء السوريين التي لم تجف. انتخابات مهزلة دعت الهيئة العامة للثورة السورية إلى مقاطعة ما أسمته مهزلة انتخابات مجلس الشعب، ودعت إلى الإضراب يوم الانتخابات ووصفت نظام الأسد بأنه «فاقد للشرعية وأنه اليوم موجود بوصفه احتلالاً ويفرض وجوده في وطننا بقوة السلاح والقتل والجريمة وهو خارج عن القانون السوري وعن القانون الدولي، لارتكابه جرائم الحرب». وأكدت رابطة الرياضيين الأحرار في بيان لافت أنها تتبرأ من الرياضيين المرشحين للانتخابات ودعت جميع الرياضيين السوريين الأحرار إلى الامتناع عن المشاركة، بأيّ شكل من الأشكال فيما سمته المهزلة السياسية الرخيصة التي تقوم على حساب دماء الشهداء الأحرار. وذكرت الرابطة في بيانها مجموعة أسماء الرياضيين المرشحين ومنهم مدير مدينة تشرين الرياضية شريف شحادة الذي تحول أثناء الثورة إلى إعلامي ومدافع عن سياسات نظام الأسد. وفي صورة معبرة بث ناشطون من مدينة سلمية ومدينة مصياف أشرطة مصورة تظهر مشهدا تمثيليا لناخبين وهم يضعون أوراقا انتخابية تحمل أسماء شهداء في صناديق انتخابية فيما أسموه انتخابات مجلس الشهداء وانتخابات الحرية. في حين نفذ المهندسون اعتصاماً في نقابتهم في مدينة السويداء للتأكيد على مقاطعة الانتخابات وتضامنا مع جامعة حلب والشهداء والمعتقلين. إخراج النازحين من المدارس أحد الملصقات التي وزعها ناشطون (الشرق) وشرح عضو قيادة مجلس الثورة في حمص في اتصال «الشرق» الأحداث الميدانية التي تجري على الأرض في يوم الانتخابات قائلاً: الانتخابات في الأماكن التي تجري فيها تشمل قوائم الوحدة الوطنية المختارة من قبل أمناء فروع حزب البعث في المحافظات وهي بشكل خاص مغلقة في حمص وإدلب خوفا من عدم التمكن من إجراء الانتخابات في هاتين المدينتين. وقوائم الوحدة الوطنية هي الاسم البديل لقوائم الجبهة الوطنية في الانتخابات السابقة وتضم الموالين للنظام. وأضاف: في حمص استيقظت المدينة اليوم على صور الشهداء وقوائم بأسمائهم ملصقة على الجدران في معظم الأماكن التي استطاع الناشطون الوصول إليها وهذا ما حدث في معظم المدن السورية. وفي الأماكن التي استطاع النظام الوصول إليها أحضر الشبيحة وكاميرا تلفزيون «الدنيا» وأجبر النازحين من الأحياء المهدمة على الخروج من المدارس المقيمين فيها وأعاد إدخالهم أمام الكاميرا على أنهم ناخبين دون إدخال الكاميرا لداخل المدرسة حيث لا وجود لصناديق انتخابية أصلا. وفي بعض القرى وضع النظام صناديق الانتخابات عند الحواجز الأمنية وأجبر المارة على النزول من سياراتهم والإدلاء بأصواتهم. الآلة العسكرية كجزء من آلية الانتخابات وصف عضو المجلس الوطني محمد سرميني ل «الشرق» الانتخابات بالمهزلة متسائلاً: كيف يمكن للنظام أن يجري انتخابات يصفها بالديمقراطية والحرة، في حين يقوم بقتل واعتقال المطالبين بالحرية والديمقراطية. وأضاف سرميني: حتى الآن سقط عشرة شهداء في سوريا وهناك قصف في العديد من المدن السورية. إن النظام يستخدم الآلة العسكرية كجزء من آلية الانتخابات وكأن القذائف وطلقات الرصاص هي أوراقه الانتخابية الوحيدة. وأكد سرميني أن النظام يجري الانتخابات كتمثيلية أمام المجتمع الدولي بهدف كسب المزيد من المهل وارتكاب المزيد من القتل. فالنظام دخل منذ مدة طور شن حرب إبادة شاملة ضد الشعب منتهكاً كل مواثيق حقوق الإنسان. وختم سرميني: إن تحقيق الديمقراطية في سوريا لا يمكن أن يتم إلا بعد رحيل النظام وترك الحرية للسوريين كي يختاروا ممثليهم.