أدركت الحملة الانتخابية للأحزاب في الجزائر أسبوعها الأخير ليبدأ العد التنازلي للاستحقاق النيابي المقرر في ال 10 من مايو المقبل وسط منافسة ساخنة بين مختلف التيارات يقابلها اهتمامٌ ليس بالكبير من الناخبين الجزائريين. ويبدو عدم اهتمام قطاعات من الشارع الجزائري بالانتخابات التشريعية واضحاً من تعليقات مواطنين تحدثت معهم «الشرق» عن موعد ال 10 من مايو، حيث أكد غالبيتهم عدم درايتهم بأسماء وخلفيات المرشحين خصوصاً بعد زيادة عدد القوائم بعد سنوات من حكم الحزب الواحد. وفي الأحياء الشعبية في الجزائر، يدوس المارة على إعلانات المرشحين الانتخابية تعبيرا عن إحجامهم عن المشاركة في العملية الانتخابية ويأساً من حدوث إصلاح سياسي، وتقول المواطنة الجزائرية فتيحة، وهي معلمة في مدرسة ثانوية في ضواحي العاصمة، إن الأحزاب لم تبد تأييدا لاحتجاجات الجزائريين على الأوضاع الاقتصادية العام الماضي، وأضافت «أدار الساسة ظهورهم لنا، واليوم جاء دورنا لننتقم منهم ونتركهم يواجهون مصيرهم وحدهم». وتابعت «الأمر لا يتعلق بالسلبية بقدر ما يتعلق بغياب نخبة سياسية تثير اهتمام المواطن وتدفعه للالتفاف حولها»، ويتدخل في النقاش أحد الشباب ليقول «الأحزاب السياسية خانت المجتمع، ويوم الخميس المقبل (موعد التصويت) سنعاقبها بعدم التصويت». وترفض قطاعات واسعة من الشعب الجزائري الربط بين الذهاب إلى مراكز الاقتراع وصد مؤامرات خارجية تتعرض لها بلادهم. لكن نسبةً من المواطنين مازالت تبدي اهتمامها بالاستحقاق النيابي معتقدةً أن على المواطن التفاعل مع المشهد والإقبال على التصويت لصناعة التغيير المنشود، وينتمي غالبية من يتبنون وجهة النظر هذه الى تيارات سياسية.