هدد قادة أحزاب التحالف الإسلامي في الجزائر بالانسحاب من الانتخابات البرلمانية المقررة في 10 مايو المقبل، واتهموا الجهات القائمة على العملية الانتخابية بارتكاب تجاوزات، من بينها ضخ أرقام إضافية في جداول الناخبين وإضافة مواطنين جدد إليها بعد انتهاء الأجل القانوني المعمول به. وأوضح الأمين العام لحزب «حركة الإصلاح الوطني» حملاوي عكوشي، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقدته أمس أحزاب التكتل الإسلامي في الجزائر العاصمة، أن الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، ومن بينها حزبه، سجلت تجاوزات شابت سير التحضير للعملية الانتخابية. واعتبر «عكوشي» هذه التجاوزات بمثابة بوادر ل»تزوير الإرادة الشعبية»، ودعا السلطة الحاكمة في البلاد أن تغير ذهنيتها ورؤيتها للأشياء «لأن زمن التسيير الاشتراكي ولَّى ونحن في زمن الربيع العربي»، على حد قوله. بدوره، قال أمين عام «حركة النهضة»، فاتح ربيعي، إن انخراط أحزاب التكتل الإسلامي، وهي «حركة مجتمع السلم» و»حركة الإصلاح الوطني» و»حركة النهضة»، في العملية الانتخابية لا يعني تقديم صك على بياض للنظام، ملمحا إلى احتمالية الانسحاب إذا استمرت التجاوزات. وأضاف «ربيعي»، في رده على جملة الضمانات التي وعد بها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لإجراء انتخابات نزيهة، «المطلوب اليوم هو تنظيم منافسة شريفة بين الأحزاب والبرامج، وعلى الرئيس توفير أجواء هذه المنافسة».وكان الرئيس الجزائري تعهد في وقت سابق بإجراء انتخابات حرة ونظيفة وذات مصداقية، من خلال توفير الإشراف القضائي على العملية الانتخابية، فضلا عن مشاركة ممثلي الأحزاب في مراقبتها مع دعوة مراقبين دوليين. من جهته، طالب رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، المواطنين بعدم التخوف من إمكانية صعود التيار الإسلامي في الاستحقاق النيابي المقبل، واستغرب سلطاني، الذي كان حزبه عضوا في التحالف الرئاسي، تخويف بعض الدوائر من الإسلاميين في كل موعد انتخابي، مشددا على كون التيار الإسلامي جزءا أصيلا من المجتمع السياسي الجزائري يؤمن بقواعد اللعبة الديمقراطية في إطار قوانين البلاد. وتوقع سلطاني أن يحصد تكتل الإسلاميين، الذي يسمى «الجزائر الخضراء»، الأغلبية في الانتخابات المقبلة، وذلك لجملة أسباب أبرزها، حسب قوله، أن التكتل رَبِحَ معركة القوائم الموحدة بعدما شاعت أنباء عن انقسامات داخله على خلفية التنافس على ترتيب القوائم الانتخابية.