كفَّت وزارة الصحة عن التعليق على بقاء كراسي الغسيل الكلوي صينية الصنع والمستخدمة من قبل مراكز ووحدات الغسيل الكلوي البالغ عددها 184 مركزاً، التي يرتادها 11 ألف مريض أسبوعياً. وتعذر الحصول على تصريح من المتحدث الرسمي بالوزارة خالد مرغلاني الذي لم يجب على كافة الاتصالات التي تمت به أمس. وذكر أطباء متخصصون في أمراض الكلى ل «الشرق» أن استمارات رصد عيوب الكراسي اكتملت أمس الأربعاء، وتم رفعها إلى وزارة الصحة بناء على طلب تلقته وحدات الغسيل في المناطق والمحافظات كافة بتعبئة نموذج لتشخيص واقع تلك الكراسي. وأكدوا أن توجيه الوزارة لم يتضمن إشارة بسحب الكراسي بل طلبت الوزارة وقف تسلم كميات جديدة من الصناعة نفسها. وأشار عدد من مديري شؤون المرضى العاملين في المراكز إلى أن وحدات الدعم الهندسي تعاني في سبيل إصلاح العيوب المتكررة للكراسي منذ وصولها. وحاولت «الشرق» التواصل مع المتحدث الرسمي بالوزارة طوال اليومين الماضيين لمعرفة خطة الوزارة لسحب الكراسي التي نفت في بيانها الرسمي تسلمها وأكدت أنها أنهت الصفقة مع الشركة الموردة، لكن المتحدث لم يستجب. وكانت «الشرق» انفردت بنشر تفاصيل الصفقة المخالفة للمقاييس والمواصفات السعودية قي وقت سابق، ورصدت تخوف الأطباء العاملين في وحدات الغسيل الكلوي بقولهم أن الكراسي ال 700 التي تم توفيرها مؤخراً خطيرة على صحة المرضى، حيث تتعطل في حال توقف التيار الكهربائي، ما يعرض المريض للخطر، كما أن الإضاءة الموفرة قديمة ولا تعمل، فضلاً عن انكسار مساند الكراسي قبل استخدامها. كما كشفوا أن الحركات المسموح بها للكرسي محدودة ولا تناسب مريض الكلى، ما اضطر إلى الاعتماد على تحريك الكرسي في التحكم بضغط المريض أثناء الغسيل. وأشادوا بالكراسي القديمة مؤكدين أنها عملت بكفاءة عالية لنحو تسع سنوات قبل أن تتهالك نتيجة للتقادم. وقالوا إن المشكلة أن العديد من مراكز الكلى تخلصت من الكراسي القديمة قبل أن تفاجأ بواقع الكراسي الجديدة. وتواصلت «الشرق» حول القضية مع عدد من المتخصصين في الهندسة الطبية في المستشفيات، رفضوا الكشف عن أسمائهم، حيث أكدوا أن الكراسي وصلت قبل شهر تقريباً، وظهرت عليها مشكلات فنية عديدة، وقامت الوزارة بإرسال مهندسين من الشركة الصينية الموردة لإصلاحها إلاّ أن المشكلة لا تزال قائمة، وذكروا أن من أهم عيوب الكراسي الجديدة عدم ملاءمة طول الكراسي لأطوال المرضى السعوديين فضلاً عن سرعة تلف وانكسار المساند.