شاهدت منذ أيام لقاء تلفزيونيا لأحد صناع الإعلام الجديد الشباب، الأستاذ أنمار فتح الدين. بسيطا وعفويا كان اللقاء، وكانت كذلك العقلية التي يتحدث بها هذا الشاب ومنطلقات العمل والمستقبل معاً. ولكنه تحدث عن أحد أبرز برامج الفيديو التي يديرونها عبر youtube. برنامج “إيش اللي” وعن عدد المشاهدات الكاملة للبرنامج التي بلغت أكثر من 25 مليون مشاهدة منذ انطلاقه خلال عامين تقريباً! وأثار هذا الرقم دهشة رجل الأعمال المعروف “صالح كامل” الذي كان أحد ضيوف هذا اللقاء التلفزيوني. لم يثر الأمر استغرابي في شيء أكثر من موضوعات البرنامج الرئيسة، التي يتابعها ملايين المتابعين وخصوصا من فئة الشباب. حيث يعتمد البرنامج على السخرية والتعليق “السلبي” على بعض مقاطع الفيديو التي يطرحها البعض في موقع youtube. مثلا . “برنامج فكاهي ينتقد أحدث وأمتع المشاهد المرفوعة على الأنترنت بنقد بناء أحياناً وساخر غالباً” حسب مصدر القناة/ البرنامج على موقع عرضه. رواج ثقافة التهكم والتهريج والسخرية الغالبة بين أوساط الشباب مؤشر سلبي، ويحقن الشعور العام في اتجاه الانتقاص والنقد اللاذع وليس الهادف والإيجابي وتلك مسؤولية من غيبوا نقدنا لذواتنا ولمجتمعنا ولبعض الممارسات العامة والعلنية السلبية طوال زمن طويل مضى. حتى تم اعتماد الطرق المماثلة لطريقة برنامج “إيش اللي” التهكمية نهجاً عاماً بين أوساط الشباب ضد الأخ الذي أمازحه، وضد الزميل الذي أعترض عليه، وضد الفريق الذي لا أشجعه، وضد المرأة بشكل عام وضد الآخر. وكذلك ضد الحالة العامة بدلاً من تحويل ملاحظاتنا المهمة ومواقفنا الذاتية حيال بعض ما يثير غضبنا واستياءنا إلى خطوة جادة ورصينة وتصل إلى علاج وحل بدلاً من تركها مضجرة في ضحكاتنا السطحية! Retweet: الغزال يرتعد.. حين الأُسودُ تزأر.. الضبعُ يتشمَّم.. إلا أن الفنَّ يعطي أكثر. (كورت شويترز).