على بعد 960 كلم عن القطب الشمالي، وضمن أرخبيل سفالبارد تقع جزيرة نائية اسمها (سبيتسبيرجين)، تتفرد بطبيعة جيولوجية فريدة لخلوها من النشاط التكتوني (الزلزالي) ووجود الثلج الدائم داخل التربة، الذي في أسوأ السيناريوهات البيئية قد يذوب بعد مائتي سنة، وارتفاع كبير عن سطح البحر بنحو (130م). هذه الميزات أهّلتها لتكون موقعاً مثالياً لأعظم كنز يخفية النخبة (عدنا لموضوع النخبة مرة أخرى!). وعلى امتداد (120م) داخل جبل صخري حفر خندق وجهزت ببوابات حماية فولاذية عملاقة ومغاليق هوائية فريدة ونظام مراقبة مباشر.. هذا داخل الخندق أما خارجه إن لم يقتلك البرد الدائم فقد تقتلك الدببة لأنك تدنس أرضها. ونعود للحديث عن ذاك الكنز المهيب الذي يدفن هناك عميقاً بعيداً عن أعين العالم في تلك المنشأة المحصنة التي تشبه المجمدة العملاقة (فريزر) التي تم افتتاحها في (2008م) تم حفظ ما يقارب مائة مليون عينة بذور نباتية ومحاصيل زراعية جُلِبت من كل أنحاء العالم مع التركيز على العينات التي لم تشبها أي تعديلات جينية، ولم يقتصر ذلك على عالم النبات، ولكن شمل أيضاً بويضات وحيوانات منوية حيوانية. هذا المشروع الجبار كفيل بحماية مؤن العالم للحفاظ على بقاء النوع البشري في حال حدوث كارثة عالمية عظمى. يعرف هذا المشروع بمخزن (سفالبارد العالمي للبذور) وهو من بنات أفكار عالم النباتات الأمريكي كيري فاولر. هل تعرفون ماذا يُحب أن يطلق عليه المسؤولون هناك؟ (الشكل الحديث لسفينة نوح)! أخبرتكم أن للنخبة يداً خفية دائماً خلف سراديب الحقيقة في هذه الحياة. بالمناسبة هذا المقال متصل منفصل عن مقال الأسبوع الماضي..