أكد عدد من أولياء الأمور والطالبات بمنطقة القصيم، أن المقاصف المدرسية ذات قيمة عالية وفائدة كبيرة إن قدمت خدماتها بشكل صحي يخدم الطلبة والطالبات داخل المدارس، خصوصا في الصفوف الأولية الذين هم بحاجة أكبر إلى توفير الغذاء السليم، حيث تأتي شريحة كبيرة منهم إلى المدرسة دون تناول الإفطار في المنزل، مبينين أن الأطفال يمتنعون عن تناول الإفطار في المنزل وقد يكتفي البعض منهم بشرب قليل من الحليب. وذكروا أن المقاصف المدرسية تفتقر إلى الإشراف الصحي، ولا تتضمن وجبات غذائية. وقالت الطالبة سارة، إن كل ما يباع في المقصف لا يعد وجبة إفطار لأنهن لا يأكلن فطائر أو ساندويتشات، وتتوفر فيه عصائر منوعة وأنواع كثيرة من الشكولاتة. أما نورة «طالبة في مدرسة متوسطة لتحفيظ القرآن»، فأوضحت أن المقصف الموجود لديهن تتوفر فيه مشروبات ساخنة وحليب وبعض أنواع البسكويت، بالإضافة إلى أنواع كثيرة من الشكولاتة، مؤكدة أن الطالبات يفتقدن الإفطار المعتاد الذي يسمعن عنه في اليوم الصحي الذي تنظمه المدرسة فقط، وأضافت «لا نأكل وجبة صحية سوى في هذا اليوم». وتبين الطالبة سميرة البازعي، أن المعلمة داخل المقصف تلجأ لبيع نوعين فقط من الشكولاتة للطالبة خلال اليوم، وتحاول إجبار الطالبات على عدم الإفطار بها، متسائلة عن البديل، خصوصا في ظل عدم توفره. وأضافت «كثير منا لا يحضر ساندويتش من البيت إما لضيق الوقت أو عدم توفر من يقوم بعمله، وأحيانا نصاب بالملل منه، ونريد أكل فطائر أو بيتزا أو حتى ساندويتش يعمل داخل المقصف». وعن جودة ما يقدم داخل المقاصف المدرسية، أكدت المشرفة في مقصف مدرسة متوسطة ببريدة المعلمة مها ل»الشرق»، أنهن يطبقن جميع ما يصلهن من وزارة التربية والتعليم والتقيد بالمسموح والممنوع، مبينة أن ذلك غير كافٍ لتقديم وجبة صحية للطالبات. أما المعلمة رنا، فذكرت أن الإشراف الصحي على المقاصف ضعيف ويقتصر على عدم تجاوز المعايير المحددة، بالإضافة إلى نظافة البائعة والتزامها بالصلاحيات المقدمة إليها، مبينة أن الوجبات لا يوجد اهتمام بها سوى في اليوم الصحي، وأضافت «ما فائدة إفطار صحي يتكرر مرتين أو ثلاث خلال السنة، وماذا عن بقية العام الدراسي، ونحن نحتاج إلى تثقيف الطالبات بأهمية الوجبات الصحية من خلال تقديم ما تعتاد على أكله يومياً». وقالت المعلمة بدرية «مديرة مدرسة ابتدائية»، إن المدارس تستفيد من عائد المقاصف بشراء هدايا تحفيزية للطالبات المتفوقات، بالإضافة إلى تزيين الفصول وتوفير ما تحتاجه بعض المعلمات من وسائل تهم الطالبات، مضيفة أن عائده المادي متوسط ويخدم متطلباتهن. أما اختصاصية التغذية ربا سكيك، فأكدت ل «الشرق»، أن ما يقدم في المقاصف المدرسية يجب أن يكون ذا قيمة غذائية متكاملة وعالية لأن وجبة الإفطار مهمة جداً للطلبة، وأضافت «يجب توفر حصة من الحليب السائل وحصة من الخضار أو الفواكه أو العصير، بالإضافة إلى حصتين من الخبز أو بدائله أو حصتين من اللحوم أو بدائله أو حصة من كل نوع في وجبة الإفطار اليومية، ويجب ألا يحتوي المقصف المدرسي على الوجبات السريعة العالية الدهون، والكثيرة الملح أو التي تحتوي على المنكهات الصناعية والمواد الحافظة». وأوضحت أن اليوم الصحي مفيد للتوعية الغذائية، لكن يجب أن يكون بطريقة عرض جاذبة للأطفال خصوصاً، وأن تلازمه أنشطة تجعل الطالب يشارك في تقييم غذائه. وحاولت «الشرق» التواصل مع مدير التربية والتعليم في منطقة القصيم الدكتور عبدالله الركيان، للتعليق على وضع المقاصف المدرسية، لكنه لا يتجاوب مع الاتصالات الهاتفية.