تحرص السيدة (م.خ) على منع أطفالها من تناول الحلوى و«الشيبس» في المنزل لحرصها على صحتهم، كما تقول، لكنها لا تضمن عدم تناولهم لمثل هذه المأكولات في المدرسة، وتعبر عن قلقها إزاء ذلك بالقول «المقصف المدرسي يقدم أغذية غير صحية للأطفال، وأطالب بتطبيق عقوبات صارمة ضد أي مخالف لأنظمة الوزارة التي تنص على منع مثل هذه الأطعمة». ويؤكد معلمون ومعلمات أن الشوكولاتة والشيبس وأنواعا كثيرة من الحلويات، تباع علنا في المقاصف المدرسية، بعد أن كانت ممنوعة، مشيرين إلى أن متعهدي المقاصف يبحثون عن الربحية حتى لو كان ذلك على حساب صحة الطلاب. وترى مريم العنزي (معلمة في إحدى المدارس الأهلية) أن متعهدي المقاصف يلجأون لبيع الأغذية الرخيصة، لضمان أكبر قدر من الأرباح ولا تخرج معظم المواد المباعة عن «البطاطس، والفطائر والعصيرات المعلبة، وهي مواد ليس لها قيمة غذائية، وطالبت بإعطاء مديرات المدارس صلاحيات واسعة في اختيار المتعهدين والرقابة على الوجبات المقدمة لهم. ومن خلال تجربتها في البيع في المقاصف المدرسية، تؤكد سمر عبدالله أن الفطائر التي تباع في المقاصف غالبا ما تكون باردة وغير طازجة ولا تصنع يوميا، ويحدث أن تجمع في نهاية اليوم الدراسي لتتم إعادتها في اليوم التالي مادامت فترة صلاحيتها جيدة، مشيرة إلى أن بعض المتعهدين يضعون الأطعمة في الفناء الخارجي للمدرسة. وتعلل معلمة (فضلت عدم ذكر اسمها) وجود الحلويات والبطاطس في مقصف المدرسة، بأن أنشطة المدرسة تمول من المقصف وفي حال منعت مثل هذه المأكولات فإن مداخيل المقصف ستتراجع كثيرا. ومن جهتها أكدت الأخصائية الغذائية الدكتورة سحر بخاري على أهمية اتخاذ قرار بشأن سوء أغذية المقاصف المدرسية، يشترك فيه كل من مسؤولي إدارة التغذية المدرسية ووزارة الصحة وموردي الأغذية. وتشدد على ضرورة بيع العصير غير المحلى، حيث إن نسبة السكر في الشراب الذي يباع حاليا في المقاصف تعادل كميته في المشروبات الغازية، كما أن بيع أنواع من الفواكه وعلب التمر الصغيرة وحبوب الإفطار من شأنه إعطاء الطاقة للطلاب. وتشير بخاري إلى أن تناول الطلاب والطالبات للمأكولات غير الصحية، يؤدي إلى زيادة الوزن وأمراض السكري وضعف نمو العظام، خلافا لاحتمالية ترسب الدهون في الشرايين. وأكد المعلم علي محمد على ضرورة إخضاع الأغذية المقدمة في المقاصف المدرسية لاشتراطات صحية يراعى فيها شروط التغذية السليمة، وإخضاعها لاختبارات خاصة لقياس مدى توفر الشروط الصحية والقيمة الغذائية المناسبة للطالب، خصوصا أن غالبية الأغذية المقدمة فقيرة من العناصر الغذائية المهمة لنمو طلاب المدارس، كما إن نظافة الأغذية وبيعها طازجة يوميا من أهم الأمور التي تجب مراعاتها. من جانبها أكدت الأستاذه فريال مشرفة المقاصف المدرسية في تبوك على تطبيق النظام بشدة من خلال الجولات المفاجئة على المقاصف لضمان عدم مخالفة الأنظمة، مشيرة إلى أن ما ذكر من تجاوزات لا يعني عدم التقيد بالتعليمات، وتضيف «هناك شروط محددة بين الإدارة والمتعهد بنوعية الأغذية المقدمة وتاريخها ويلتزم المتعهد بتطبيق الشروط والمعاير بنسبة 100 في المائة في مدارس تبوك للبنين والبنات.