اختتمت الندوة السعودية الفرنسية لحوار الحضارات في دورتها الثالثة- أمس الأحد- أعمالها بعقد الجلستين الثالثة والرابعة في الندوة، التي نظمتها وزارة التعليم العالي، بالتعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، على مدى يومين، تحت عنوان «الفكر العربي الإسلامي في أوروبا الواقع والدور». وتمحورت الجلسة الرابعة، التي ترأسها وكيل جامعة الملك عبدالعزيز للتطوير الدكتور زهير دمنهوري، حول فكر الاقتصاد الإسلامي، وقدم فيها الدكتور صلاح الشلهوب، من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، موضوعاً عن مساهمة الفقه الإسلامي في بناء التعاملات المالية، فيما تحدثت أستاذ الاقتصاد بجامعة السوربون في باريس، الدكتورة أنيي كوت، عن أصول النظريات الاقتصادية الحديثة والفصل بين العلوم والأخلاق. وعقب ذلك ناقش الدكتور فيصل عتباني، من جامعة الملك عبدالعزيز، تفاعل القانون الغربي (المدني الفرنسي والعام الإنجليزي) مع الفقه الإسلامي. وتطرق أستاذ الا قتصاد الإسلامي في جامعة ماسا تشوستش بالولايات المتحدة، الدكتور إبراهيم وردي، إلى فهم الانحرافات المالية العالمية. وتبعته مديرة أبحاث في المركز الوطني للأبحاث العلمية، الدكتورة دومنيك دو كرسيل، بذكر بعض المفاهيم الفلسفية والاقتصادية في الإسلام بشأن الأخلاقيات المالية المعاصرة. وواصلت الجلسة فعالياتها بعرض نظرية المخاطرة الاقتصادية وحوار الحضارات لنائب رئيس جامعة السوربون في باريس، عميد كلية الاقتصاد والإدارة، رئيس مجلس عمداء كليات الاقتصاد، الدكتور بيار شارل برادييه. بالإضافة إلى تقديم رؤية فكرية عن الإسلام والتحدي الاقتصادي للدكتور محمد شبرا، من جامعة الملك عبدالعزيز. ثم تحدث الدكتور سعد اللحياني، من جامعة أم القرى، عن أثر الحضارة الإسلامية على الحضارة الغربية في مجال الاقتصاد ماضياً وحاضراً. في حين ناقشت المختصة في الاقتصاد الإسلامي الدكتورة جنفياف كوس بروكيه الأخلاقيات الإسلامية في المالية وإيجابيات الرؤية المغايرة. قبل أن يتحدث الدكتور محمد السحيباني، من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عن ضوابط المعاملات الإسلامية والاستقرار للأسواق المالية. ليختتم الدكتور إبراهيم أبو العلا، من جامعة الملك عبدالعزيز، مواضيع الجلسة بعرض مساهمة العلماء المسلمين في بناء قواعد نظريات التنمية الاقتصادية. وقال الدكتور زهير دمنهوري إنَّ أهمية الجلسة تكمن في تناول محور فكر الاقتصاد الإسلامي من منظوره الأخلاقي وإسهامه في ربط الأخلاق بالعمليات المالية والاقتصادية، وفي التحديات الحديثة، ومدى مشاركة علماء المسلمين في بناء قواعد نظرية اقتصادية حديثة. وكانت الجلسة الثالثة، التي ترأسها الدكتور عبدالله الطاير، تحدثت عن دور الترجمة في التواصل الفكري، وتناول فيها أستاذ جامعة البروفانس في مرسيليا، الدكتور دونييه غريل، ترجمة أعمال الفكر العربي الإسلامي وأثرها على فرنسا منذ منتصف القرن العشرين. وتطرقت الدكتورة أميرة كشغري، من جامعة الملك عبدالعزيز، إلى الترجمة بين تجسير الفجوة الثقافية. ثم قدم الدكتور بندر العتيبي، من جامعة الملك سعود، موضوعاً عن دور الترجمة في نقل المعرفة وتوطينها. قبل أن تناقش الدكتورة فتحية عقاب، من جامعة الملك عبدالعزيز، موضوع الترجمة والفكر العربي الإسلامي في أوروبا. وتطرق الدكتور إبراهيم البلوي، من جامعة الملك عبدالعزيز، إلى دور الترجمة في التواصل الحضاري والترجمة من اللغة العربية وإليها. وتحدثت الدكتورة قدرية عوض، من قسم اللغة الفرنسية بجامعة الملك عبدالعزيز، عن أهمية الترجمة ودورها في التواصل والحوار بين الحضارات. تلاها تقديم الأستاذ في جامعة نيس، الدكتور لوك بريلوسكو، لورقة عن الترجمة الأدبية بين المعارف التقنية والعلوم الإنسانية. وعرضت مديرة معهد الثقافات الإسلامية في باريس، الدكتورة فيرونيك ريفل، أثر الفنون الإسلامية في تشييد فكر الحداثة في الغرب. وأشار رئيس الجلسة إلى أنَّ محور الجلسة هدف إلى مناقشة دور الترجمة في التواصل العلمي والفكري بين الغرب والشرق الإسلامي العربي من منظور نقل المعارف بين الحضارات.