بدا صباح مدينة حمص أمس هادءاً بشكل غير مسبوق منذ شهور مع أنباء عن وصول فريق المراقبين الدوليين إليها. وترافق ذلك مع إعادة الاتصالات الخليوية وشبكة الأنترنت للمدينة. وذكر ناشط في اتصال هاتفي مع “الشرق”: أن جيش الأسد سحب آلياته من وسط المدينة وقام بإخفائها في المركز الثقافي وقبو قيادة شرطة المحافظة مع توقف تام للقصف واختفاء تام لعناصر الشبيحة وانتشار لعناصر شرطة المرور لتبدو الحياة طبيعية في المدينة وأن السلطات تنفذ خطة عنان. ولم يتمكن أهالي بعض الأحياء المهجرين من بيوتهم من الوصول لأحيائهم لتفقد منازلهم لاستمرار القناصين باستهداف المارة في بعض المناطق الحساسة من أجل الإبقاء على حالة من منع التجول، كي لا يفكر أهالي المدينة، كما يتوقع النظام منهم، في النزول إلى أماكن التجمع المعتادة والتظاهر أثناء وجود المراقبين. وتوقف القنص لحظة وصول لجنة المراقبين إلى حيي جورة الشياح والقرابيص، حيث قاموا بجولة في الحي واطلعوا على التدمير الهائل الذي تعرضت له المنازل الدمار الذي طال المشفى الوطني وقابلوا عائلات مهجرة من بيوتها واستمعت اللجنة إلى شهاداتهم. وقال ناشط ل”الشرق” إن الملازم أول في الجيش السوري الحر “عبد الرزاق طلاس” والناشط الإعلامي “خالد أبو صلاح” ومجموعة من الناشطين، رافقوا المراقبين الدوليين في جولتهم ، وأكدوا للمراقبين التزام الجيش السوري الحر بالوقف التام لإطلاق النار تنفيذا لخطة عنان. وأطلع الناشطون كيف قامت قوات النظام بتكثيف قصفها للمدينة في الأيام القليلة الماضية. وأكدوا أن أعضاء الجيش الحر والمتطوعين لا يهاجمون قوات النظام وإنما كانوا دائما يكتفون بالدفاع عن بيوتهم وأهلهم. ومن ثم توجه الوفد إلى حي الخالدية. وقام أيضا بجولة اطلع خلالها على الدمار الهائل الذي طال هذا الحي. وأثناء جولة المراقبي سمعت إطلاقات نار من القناصة المتواجدين في مركز قيادة شرطة طريق حماة، في محاولة لتفريق المظاهرة الحاشدة التي انطلقت بالتزامن مع وجود المراقبين الدوليين في الحي. وكان من اللافت مقطع فيديو بثه الناشطون على اليوتيوب يظهر فيه التفاف المدنيين في الحي حول مراقبي الأممالمتحدة أثناء إطلاق النار ليشكلوا درعاً بشريا لحمايتهم. وزار وفد المراقبين حيي زيدل وفيروزة المسيحيين واستمعوا إلى شهود من بعض المواطنيين المسيحيين عن الأحداث في المدينة وبينوا لهم أن عملية تهجير واسعة تعرض لها أهالي حمص من مسيحيين ومسلمين على حد سواء.