أكد الأديب والمفكر الدكتور راشد المبارك أن الغفلة، وغفوة العقل البشري لفترات طويلة، واعتمادنا على النقل أكثر من العقل، كان دافعاً لخوضه غمار الفلسفة بحثاً عن حلول مناسبة تمكن من إعمال العقل. وقال: لذلك كانت الفلسفة المجال الذي كرس جهوده فيه ليرفد الساحة الثقافية والفكرية بكتابه، الذي صدر حديثاً عن دار القلم في دمشق، بعنوان «شموخ الفلسفة وتهافت الفلاسفة». جاء ذلك في محاضرة ألقاها المبارك في «خميسية الجاسر» في الرياض، صباح أول أمس، أدارها عميد كلية العلوم الاستراتيجية في جامعة نايف للعلوم الأمنية، الدكتور عز الدين موسى، وتحدث فيها المحاضر عن كتابه. وأكد المحاضر أنه وصل إلى هذه النتائج بعد النظر في أعمال ستة من الفلاسفة من حقب مختلفة متسلسلة زمنياً، وتناول كل واحد منهم في فصل قائم بذاته، ووقف عند آراء كل منهم، موضحاً ما فيها من تناقض، حتى وصل للنتيجة النهائية. وقال إن حاله كان هكذا مع أفلاطون في «المثل العليا»، وأرسطو في آرائه عن الطبيعة وما وراءها، وديكارت ومنهج الشك والإيمان، وسبينوزا وإطاره الهندسي الرياضي، و»كانت» في نقد العقل وادعائه مع تناقضه الظاهر، وأخيراً شوبنهاور ونظراته في الشفقة والأنانية. وخلص المبارك إلى أن العقل في جميع هذه الحالات يُثبت الشيء ونقيضه، وتساءل: هل يمكن أن تكون العقول الكبيرة هي الأقدر على الوقوع في الأخطاء الكبيرة؟ وهل العقل شاهد زور؟ موضحاً أن هذا الموضوع كان محور الفصل السابع من الكتاب. وبعد أن انتهى المبارك من المحاضرة، فتح مديرها المجال للمشاركات والمداخلات، التي تطرقت إلى الكتاب وتفرده ونظرته إلى الفلسفة بمنهج مغاير، والفلسفة عند الإغريق، وموقف المسلمين من الفلسفة، وارتباط الفلسفة بالنخبة لدى الإغريق.