ليس غريباً أن تختلط المفاهيم في معترك ساحتنا المليئة بالمتناقضات، فمجتمعنا أصبح «ملعباً» لكل من هب ودب. الكل يدلي بدلوه في شأننا الداخلي أو الخارجي، أن تفهم ما هو المطلوب الآن صعب، ولن أدخل في متاهة مفهوم (الدعوة والسياسة) لأنه باعتقادي أشبع توضيح. بيد أن هناك خلطاً يصعب فهمه من دعاة عرفناهم من قريب في صبغة دينية توجيهية لتصحيح مسار من شذ عن قاعدة الشرع، أن يعود لله.. وقوم تخصصوا في الدعوة وكسبوا شهرة واسعة نتيجة «طلاتهم البهية» في القنوات الفضائية ومواقع التواصل «تويتر» و»فيس بوك» «أصبحوا يمارسون سياسة «سيامية» مع الدعوة وكأنهم جزء لا يتجزأ من منظومتها. والمؤلم أنه لا تخلو أحاديثهم أو ما ينقلونه من تحريض ومغالطات، يفسرون وينتقدون ويطالبون والأدهى يعبئون، وبسم الله ما شاء الله من «يسترجل» ويخالفهم «فالقمع» سمة من سمات «الأتباع» وربما تصل إلى ألفاظ بذيئة، يخيل لك أن لدى «المتبوع» قداسة لا تضاهيها قداسة. أما «السياسة» فلأهلها وهي علم بحد ذاته يعمل به من كان مؤهلاً أو ممارساً فعلاً، يستطيع أن يحلل ويفسر «قضايانا الداخلية»: حقوق المرأة، شراكة المواطن في صنع القرار.. بناء على استطلاعات وتوجهات عامة.. فهو الأجدر في المناقشة والتفسير ووضع الحلول.. هنا لن يستطيع أحد أن ينكر عليه. دعاتنا الموقرون، إن كانت هناك مخالفات ترونها، فلماذا لا تدلّون ولاة الأمر عليها بلا تعبئة تجرنا إلى «فتنة» لسنا بحاجة إليها على الأقل في هذا التوقيت؟ والسؤال: هل اختلط حابل الدعاة بنابل الساسة؟ من يفتيني؟