عاشت أمس هجرة الذيبية سبتاً مشمساً بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت عليها أمس الأول. وحاول أهالي الذيبية العودة لحياتهم الطبيعية بعد أن داهمت الأمطار عددا كبيرا من منازلهم ما أجبرهم إلى اللجوء إلى الشقق المفروشة التي اكتظت بالنزلاء الذين كان غالبيتهم من أهالي الحي الذي يقع شرق الهجرة، ويعتبر أكثر الأحياء تضررا، ويأتي بعده حي آخر تضرر بشكل جزئي، فيما بقي أحد الأحياء صامدا أمام السيول التي اجتاحت الهجرة. ومع الإشغال الكامل للشقق بالهجرة امتنع كثير من الأهالي عن الذهاب للشقق التي اقترحها الدفاع المدني لإيوائهم، وذلك نظرا لبعد المسافة ولارتباطهم بالمدارس والأعمال، وقد برز التكافل الأسري والاجتماعي بشكل مميز، حيث أقامت العائلات بمنازل أقاربها أو الإقامة في الاستراحات المجاورة للهجرة التي كانت مخصصة للتنزه والسهر وتحولت لمنازل مؤقتة للمتضررين من السيول، وقال المواطن مبارك الحارثي ل»الشرق» : «أخرجت أسرتي من المنزل بعد أن داهمتنا السيول وأفسدت الفرش والأثاث والسقف المستعار، ولم أستطع الحصول على شقة داخل الذيبية بسبب كثافة النزلاء واكتفيت بالإقامة باستراحة قريبة من الهجرة حتى أقوم بإعادة تنظيف المنزل وتهيئته للسكن مرة أخرى». وكشفت السيول عشوائية البناء وعيوب الطرق التي تربط الذيبية بحفر الباطن ومدينة الملك خالد العسكرية، حيث قطعتها السيول في أكثر من موقع بسبب انخفاض مستوى الطريق عن مستوى سطح الأرض، ما يوجب ربط الذيبية بطرق متطورة مجهزة لمقاومة السيول في أي وقت. وعلمت «الشرق» أن محافظ حفر الباطن عبدالمحسن العطيشان، سيقوم اليوم بزيارة تفقدية للهجرة، للوقوف على مدى الأضرار التي خلفتها السيول، أيضاً علقت الدراسة في الهجرة لليوم الثاني على التوالي.