عند مرورك بطريق مكة القديم، وتحت كوبري “كيلو ثمانية” بحي الروابي، تجد عالماً آخر من الفوضى، ويشد انتباهك إقامة مطاعم ومقاه وسط بيئة تخلو من الصحة، ما بين سيارات تحميل البضائع، إضافة إلى بسطات عشوائية تزيد عن ثلاثين بسطة، لبيع الأطعمة المكشوفة والمشروبات الساخنة، وبسطات أخرى لبيع الشيشة للزبائن، وتدار من قبل نساء إفريقيات. وتجوَّلت “الشرق” على البسطات، وقال محمد، عامل في محل كهربائي سيارات مجاور للكوبري، إنه منذ نحو عشر سنوات أعمل في هذا الموقع، وهذه العمالة في تزايد، مضيفاً أنهم يقدِّمون أكلات إفريقية، ويحضرون منذ الصباح الباكر يقدِّمون وجبة الإفطار، ثم بعد ذلك وجبة الغداء، وبعض المشروبات. وذكر أن مفتشي البلدية يتجوَّلون بين فترة وأخرى وكذلك هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لوجود النساء في البسطات. وقال خالد أحضر دائما لغسل سيارتي، وأستغرب من الباعة تقديم المأكولات دون مراعاة أدنى المواصفات الصحية. وأوضح بائع في بوفية مجاورة للبسطات أن عدد الزبائن يزداد كل يوم، مستغلين الإقبال والتعاطف الذي يجدونه من بني جلدتهم، برغم تقديمهم طعاماً مكشوفاً ربما تعرضهم للتسمم والخطر. وقال عباس، سوداني الجنسية، ويعمل سائقاً على إحدى سيارات التحميل في الموقع، إن الأطعمة المقدَّمة معروفة لدينا، وإذا لم تتوفر في هذا المكان بحثنا عنها في مكان آخر، وأما المشروبات الساخنة والمعسل فهي موجودة في كثير من الأماكن. بسطات تقدِّم الأطعمة وسط الغبار ودخان السيارات (الشرق)