اشتكى تجار سوق القيصرية في الأحساء من ارتفاع الإيجارات التي وصلت إلى 100% مقارنة بما كانت عليه في السابق، وعبروا ل( الشرق) عن تذمرهم من إعادة بناء السوق والمحلات على الطريقة القديمة، ما تسبب في ضيق المحلات والممرات وأدى إلى عزوف المتسوقين، وأفادوا أن كل هذه الإجراءات قلصت نسبة التشغيل إلى 40% فقط. وكشف عضو المجلس البلدي في الأحساء سامي الحويل عن تحرك أعضاء المجلس وأمانة الأحساء للبحث عن حلول لتطوير سوق القيصرية لاستقطاب أكبر عدد من الزوار. وأوضح أن الأمانة ستقوم خلال الفترة المقبلة بتطوير المنازل الواقعة في الجهة الشرقية للسوق بما يتوافق مع تراث المنطقة. مقترحات للدراسة ولفت إلى وجود عدد من المقترحات التي يتم دراستها حاليا منها تحويل الشارع الرئيس الواقع غرب القيصرية «شارع الملك عبدالعزيز» والمتجه من الجنوب إلى الشمال إلى ممشى ومنع دخول السيارات وقد يتم إنشاء نفق لعبور السيارات، وإنشاء مقاهٍ شعبية وأماكن لبيع منتجات بعض الحرفيين، وتنفيذ بعض الفعاليات السياحية التي تحتاج إلى تهيئة للموقع بالشكل المناسب. وحول اعتراض البعض على إعادة بناء السوق حسب وضعه السابق، رأى الحويل أنه كان من الصعب التعامل مع الوضع في السوق الذي يضم عددا من المحلات تملكها الأمانة وأخرى أملاك خاصة، فكل شخص يرغب في استعادة أملاكه، مؤكداً وجود صعوبة بشأن نزع ملكية بعض المنازل الواقعة في الجهة الشرقية بسبب بعض الأنظمة وقدم معظم المنازل وعدم ظهور ملاك لبعضها أو وجود ورثة مع صعوبة التعامل معهم. واعتبر أن ارتفاع إيجارات المحلات التي تعود ملكيتها للأمانة يعد طبيعيا فالوضع الحالي لأسعار العقار يفرض نفسه كما أن هناك محلات يملكها مواطنون، ومن الصعب أن تعرض الأمانة المحلات التي تمتلكها للإيجار بأسعار أقل من المواطن فالأسعار التي تحددها الأمانة تتم دائما وفق دراسات معينة تراعي مصلحة المواطن بالدرجة الأولى. شكاوى التجار من جهتهم، اشتكى عدد من التجار في سوق القيصرية من بعض الأوضاع التي اعتبروها غير مناسبة وتسببت في عزوف المتسوقين عن ارتياد السوق بعد إعادة بنائه منها، قلة عدد المحلات التي تم تشغيلها ولم تتجاوز 40% من محلات السوق، صغر مساحة المحلات التي لاتتناسب مع الوضع الاقتصادي الراهن ولاتلبي احتياجات أصحاب المحلات، وضيق الممرات بحيث لاتساعد المتسوقين على التحرك بحرية. وقال التاجر علي القطان: لا أجد مبررا لإعادة بناء محلات السوق وفق الوضع السابق الذي لم يعد يتناسب مع الوضع الاقتصادي والحراك التجاري، فكان من الأولى نزع ملكية بعض المنازل القديمة الواقعة في الجهة الشرقية وزيادة مساحة المحلات مع توسيع الممرات خصوصا وأن معظم تلك المحلات هجرها أصحابها وأضحت مسكنا للدواب والحيوانات والعمالة الأجنبية. وأضاف أن السوق بحاجة إلى توفير عدد من الخدمات منها المواقف ودورات المياه والمقاهي وتكييف الممرات. اجتذاب المتسوقين أما التاجر وسام القطان، فأشار إلى أن السوق بحاجة إلى تحرك عاجل من قبل الأمانة والهيئة العامة للسياحة باعتباره معلما بارزا ومقصدا للزوار من السعوديين والخليجيين، وقال يجب تنشيط السوق من خلال تنظيم بعض الفعاليات الخاصة بمهرجان الأحساء السياحي لاجتذاب المتسوقين، واستغلال المنطقة الواقعة أعلى السوق بإنشاء مجموعة من المقاهي الشعبية بحيث تطل مباشرة على الطريق الرئيس، وتنويع الأنشطة، وتخفيض إيجارات المحلات التي تعود ملكيتها للأمانة والتي ارتفعت عن السابق بنسبة 100%، إذ يبلغ إيجار المتر حاليا ثلاثة آلاف. الإيجارات مرتفعة فيما رأى التاجر طلال الأمير، أن الوضع في السوق لا يشجع على الاستمرار خصوصا بعد أن قامت الأمانة برفع قيمة الإيجار من تسعة آلاف إلى 18 ألف ريال لمحل لاتتجاوز مساحته ستة أمتار مربعة، في حين تتراجع المبيعات من وقت لآخر، وشدد على أهمية تنشيط السوق خلال الفترة المقبلة من الجهات ذات الاختصاص وتخفيض الإيجارات من قبل الأمانة لإعادة الحياة للسوق مرة أخرى. قبل مائتي عام يذكر أن سوق القيصرية الذي تم بناؤه منذ مائتي عام من الحجر الجيري والطين يعد أحد أبرز المعالم التاريخية في الأحساء، إذ لعب دورا مهما في تطوير المنطقة اقتصاديا، وهو لا يقتصر على كونه سوقا شعبيا فقط بل يمثل بالنسبة للأهالي والزوار إرثا حضاريا ومركزا تجاريا يتم من خلاله عقد الصفقات بين تجار المنطقة والوافدين إليها. ويضم السوق المقام على أرض مساحتها 6600 متر مربع، 420 محلا تجاريا تصطف بطريقة منتظمة وترتبط فيما بينها بممرات تسهل الانتقال، وترجع ملكية المحلات إلى أمانة المنطقة بنسبة 40,7% وعدد من المواطنين بنسبة 59,3% . وتتنوع أنشطة السوق بين المشالح، العطور،المواد الغذائية، الملبوسات الرجالية والنسائية، والعطارة والأعشاب، والأحذية، والمفروشات، والساعات، ومحلات الصرافة، ومحلات الحلاقة الشعبية والمنتجات المحلية، ويحرص العديد من السكان على شراء احتياجاتهم من السوق خصوصا في الأيام الأخيرة من شهر شعبان حيث تشهد منطقة وسط الهفوف الواقع فيها السوق توافد عدد كبير من المتسوقين من مدن الأحساء وقراها بجانب عدد غير قليل من المتسوقين من دول الخليج المجاورة لشراء احتياجاتهم من المواد الغذائية لشهر رمضان . إعادة البناء وقد تعرض السوق في الرابع من شعبان عام 1422ه لحريق تسبب في انهيار 80% من محلاته، وخسائر كبيرة للتجار قدرت بأكثر من 500 مليون ريال. وخلصت اللجنة التي شكلها محافظ الأحساء الأمير بدر بن جلوي من مختصين في جامعة الملك فيصل، الأمانة، فرع الجمعية السعودية للعلوم والعمران، إلى إعادة بناء السوق بنفس القياسات والتصاميم والخصائص السابقة مع استخدام نفس المواد السابقة في الإنشاء للحفاظ على طابعة التقليدي، وهو ما حدث مؤخرا إذ تم بناء السوق بتكلفة تجاوزت 13 مليون ريال، وفق تصميمه السابق وبنفس المواد التي تم بناؤه بها وهي الطين والحجر وخشب الدنجل مع مراعاة أصول السلامة الخاصة بالكهرباء والمياه وتوفير العوازل الخاصة بالحرارة والمياه ومراعاة الملكيات الخاصة والعامة. أحد ممرات سوق القيصرية ويظهر فيه عدد من المحلات المغلقة( الشرق)
الدروازة «المدخل الرئيس الذي يربط بين سوق القيصرية وشارع الحدادين«( الشرق)