حددت أمانة الأحساء بعد غد آخر موعد لتسليم دكاكين سوق القيصرية التاريخي لمالكيها، وذلك بعد الانتهاء من بنائه ب 16 مليون ريال، ليباشر الملاك نشاط البيع في هذه السوق التاريخية. وكانت الأمانة قد استخدمت مواد تقليدية في بناء السوق، مع الحفاظ على تصميمه القديم، ومراعاة أصول السلامة الكهربائية، وتوفير العوازل الحرارية والمائية لتفادي وقوع كارثة الحريق التي تعرض لها أخيراً، وأتلف ما نسبته 80 في المائة وخسران، ما أدى لإتلاف معظم الممتلكات العينية والنقدية للملاك والبالغة أكثر من 200 مليون ريال. تقع سوق القيصرية في قلب الهفوف، وتتميز بمبناها المصمم على الطراز المعماري الإسلامي المبني في العهد العثماني، ويمثل وجه الأحساء بملامحه التاريخية والتراثية، فكل من يريد التعرف على وجهها التاريخي يزور هذه السوق التي تعد أقدم الأسواق في شرق الجزيرة العربية وأول سوقٍ مسقوفة فيها. والقيصرية عبارة عن مجمع رئيسيٍ لدكاكين تتكون من شبكة معقدة من ممرات مقنطرة طويلة وضيقة، وتصنف الدكاكين وتتوزع حسب تخصصها وأهميتها، فحوانيت السلع الغذائية تقع على طول الواجهة، وكذلك الأحذية، وفي الخلف دكاكين الملابس والأدوية الشعبية والعطور، وذلك في طريقين موازيين للواجهة، وتقع محلات بيع المشالح والعباءات النسائية والأقمشة في النهاية الجنوبية، والسجاد والفرش على طول الجانبين الشمالي والشرقي، وتقع دكاكين الأواني المعدنية القديمة في الوسط إضافة لمحلات الصرافة، وفي مجملها تشكل صفوفاً من محلات، وبين كل مسافة يوجد ممر عرضي وليس لها مدخل محدد. ورغم انتشار الأسواق الحديثة إلا أن القيصرية احتفظت بأهميتها التجارية وحيويتها ويرتادها يومياً عدد كبير من المتسوقين، وتغص قبيل الأعياد بالناس ويرتادها أهالي الأحساء، ومناطق المملكة، ودول الخليج العربي، والسياح الأجانب، وذلك لنكهتها الخاصة التي تبدو فيها خصوصية الأحساء. وبين مدير متحف الأحساء الوطني وليد بن عبدالله الحسين، أنه في استقصاء لآراء بعض كبار السن أفادوا بأن السوق كانت منطقة سكنية تتمثل في منازل صغيرة ومتجاورة تماثل في نسيجها المعماري الأحياء التقليدية.