أكد وزير الدفاع اليمني، اللواء محمد ناصر أحمد، ما نشرته «الشرق» عن نشوب صراعات داخل قطاعات الجيش اليمني عمِلت على إضعاف قدرته القتالية والروح المعنوية لجنوده.واعترف وزير الدفاع، في كلمته أمام البرلمان، بوجود صراع أجنحة داخل الجيش اليمني أفقد الضباط والجنود الروح القتالية عند مواجهتهم لتنظيم القاعدة، مشيرا إلى أنه كوزير يواجه تبعات هذا الصراع منذ تعيينه وزيرا للدفاع قبل سنوات.وتحدث «ناصر» عن وجود تركيبات وهيكليات خاصة في المناطق العسكرية، والحرس الجمهوري الذي يقوده نجل الرئيس السابق العميد أحمد علي عبدالله صالح والفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر المنضم للثورة، وهي ناتجة عن تراكمات ثلاثة عقود في إشارة منه إلى فترة حكم الرئيس السابق واحتكاره مع اللواء الأحمر مهمة بناء الجيش اليمني وتعيين قياداته.وعن المواجهات مع تنظيم القاعدة، كشف وزير الدفاع اليمني عن عدم وجود طائرة نقل عسكري لإيصال الإمدادات، وتابع «كانت توجد طائرة واحدة تم تفجيرها داخل قاعدة الديلمي العسكرية الشهر الماضي وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن هذه العملية، لكنني أنفى ذلك وأحمَّل الفرقة الأولى مدرع بقيادة اللواء الأحمر والقوات الجوية بقيادة شقيق الرئيس السابق صالح مسؤولية تفجير الطائرة».وعزا وزير الدفاع تمدد تنظيم القاعدة في اليمن وحريته في التحرك إلى سحب النقاط الأمنية العام الماضي خلال الاحتجاجات إلى مراكز المحافظات لمواجهة الشباب المحتجين ضد النظام، ما أتاح للقاعدة والمخربين وقاطعي الطرق حرية الحركة وتنفيذ عملياتهم. القاعدة تضرب في قلب عدن في السياق نفسه، هاجمت القاعدة مساء أمس الأول سجن المنصورة المركزي في قلب عدن في عملية تعد الأولى للتنظيم داخل المدينة التي تعيش هذه الأيام على وقع انفلات أمني مخيف وتمدد لنشاط التنظيم في أطرافها وعلى مشارفها.وحاول مسلحو القاعدة إطلاق سجناء للتنظيم داخل السجن المركزي في المحافظة، غير أن جنود الأمن تصدوا لهم فانسحبوا قبل أن يتمكنوا من الدخول إلى السجن.وبعد عملية مهاجمة السجن بساعات فقط قصف مسلحو القاعدة مطارا عسكريا في مدينة خور مكسر في محافظة عدن في عملية هي الثانية التي تستهدف المطار منذ عشرة أيام.وحسب مصادر عسكرية تحدثت ل»الشرق» سقطت خمس قذائف هاون فجر أمس في معسكر بدر الواقع في خور مكسر وسُمِع دوي انفجارات عنيفة في المعسكر التابع للواء 39 مدرع. مجزرة جديدة للقاعدة وخلال اليومين الماضيين، ارتكب تنظيم القاعدة مجزرة جديدة بحق الجيش أسفرت عن مقتل نحو أربعين جنديا في محافظتي لحج القريبة من عدن وحضرموت شرق اليمن، كما أصيب عدد آخر من الجنود وأسر التنظيم آخرين لم يعلن عن عددهم.وقال تنظيم القاعدة في تصريح لمتحدث باسمه اتصلت به «الشرق» إن التنظيم استولى على آليات عسكرية هي عبارة عن دبابتين وثلاثة أطقم عسكرية ودشكتين وقواذف آر بي جي ورشاشات وذخيرة متنوعة.واستهدف التنظيم موقعا عسكريا يتبع اللواء 119 في نقطة الحرور في محافظة لحج القريبة من عدن وقُتِلَ في الهجوم ثلاثون جنديا وجُرِحَ وأُسِرَ عددٌ آخر.وتحدثت مصادر وشهود عيان عن أن جثث أفراد الجيش اليمني مازالت ملقاة على الأرض في أرض المعركة التي دارت بين الجيش والقاعدة في محافظة لحج ولم تتمكن القوات المرابطة قرب الموقع الذي سيطرت عليه القاعدة من إخراج الجثث.