توقعت مصادر عسكرية يمنية ان تقدم لجنة التحقيق في اسباب «النكسة» التي منيت بها وحدات الجيش على يد مسلحي تنظيمي «القاعدة» و «أنصار الشريعة» الاحد الماضي، تقريراً مفصلاً الى الرئيس عبد ربه منصور هادي السبت المقبل في ختام زيارتها الميدانية إلى مواقع الجيش في منطقتي دوفس والكود على مشارف زنجبار، عاصمة محافظة أبين. وأوضحت المصادر نفسها ان التقرير سيحدد الحجم النهائي لخسائر الجيش البشرية وعتاده العسكري، بالإضافة إلى الحقيقة عن تواطؤ عناصر وقيادات عسكرية في المنطقة العسكرية الجنوبية في تقديم تسهيلات ل»القاعدة»، في ضوء الإتهامات التي أطلقتها أحزاب «اللقاء المشترك» ضد قيادات عسكرية محسوبة على الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقالت المصادر ان لجنة التحقيق برئاسة نائب رئيس الأركان العامة اللواء ركن علي محمد صلاح زارت أمس للمرة الثانية مواقع الجيش التي شهدت معارك الأحد الماضي برفقة قائد المنطقة الجنوبية اللواء سالم قطن (المعين قبل أيام خلفاً للقائد السابق اللواء مهدي مقولة المحسوب على صالح)، ومدير دائرة العمليات الحربية في وزارة الدفاع اللواء ناصر عبدربه الطاهري، ومدير دائرة الاستخبارات العسكرية العميد الركن مجاهد غشيم، والتقت عدداً من قيادات الجيش في قطاع أبين، كما تفقدت الجنود في مواقع العمليات الأمامية وجمعت معلومات من مسرح الأحداث. وذكرت مصادر عسكرية في عدن أن 27 من الجنود القتلى في هجوم الأحد عثر على جثثهم في منطقة وادي دوفس مقطوعة الرؤوس وبعضها مقطوع الأذرع من الكتف. وقالت المصادر «إن الجنود تعرضوا لإعدامات بشعة فذبحوا بعضهم وقطعت أذرع آخرين بالسلاح الأبيض أو بالسيوف». وفي جعار التي نقل اليها مسلحو القاعدة اسراهم من العسكريين، قال مصدر قبلي إن عناصر التنظيم بدأوا أمس محاكمة 55 ضابطا وجنديا في محاكم تابعة لهم في ما يسمونها بإمارة «وقار»، وسط أنباء عن عزمهم على إعدام 16 ضابطا من الأسرى أحدهم برتبة عقيد. وشوهد المسلحون وهم يطوفون باسراهم في شوارع المدينة معلنين أنهم سينفذون بهم «حكم الاعدام». في هذه الأثناء، أعلن «القاعدة» في بيان نشره على شبكة الأنترنت أمس تفاصيل الهجمات التي شنها مسلحوه على النحو الآتي: 1 - العمليات: تفجير سيارة ملغومة على مباني لقوات صنعاء بالكود أسفر عن تدمير ثلاثة مبان ومقتل وجرح عشرات الضباط والجنود. - تفجير عبوات موجهة على مبنى للجيش أسفر عن تدميره ومقتل وإصابة عدد من الجنود. - الهجوم على كتيبة المدفعية المتمركزة بالقرب من مصنع الحديد بدوفس واقتحامها وقتل وجرح وأسر العشرات من الجنود. 2 - النتائج: مقتل نحو 100 ما بين جندي وضابط وجرح أكثر من 150 آخرين وأسر 73 ما بين ضباط وجنود. - استشهاد اثنين من المجاهدين وإصابة 13 آخرين بجروح ما بين متوسطة وخفيفة. 3 - الغنائم: دبابة - مضاد للطيران عيار 23 رباعي السبطانة – قاذف صواريخ كاتيوشا و15 صاروخا - مدفع هاون عيار 120 - 5 قطع دوشكا - 3 قطع بيكا - 2 آر بي جي – 100 قطعة سلاح كلاشنيكوف - مخزن ذخيرة متنوعة - شاحنة كراز - 3 أطقم عسكرية – 2 سيارة إسعاف - كميات كبيرة من ذخائر الأسلحة السابق ذكرها. 4 - خسائر العدو في السلاح: تدمير 3 قاذفات كاتيوشا – دبابتين – 3 شاحنات كراز -12 مدفعاً ميدانياً نوع دي سي، بالإضافة إلى إحراق مخزن ذخيرة. وكشف بيان «القاعدة» عن تفجير عناصره طائرة شحن عسكرية في القاعدة الجوية بصنعاء في اليوم نفسه للهجوم على معسكرات الجيش في أبين، وقال ان الطائرة التابعة لسلاح الجو اليمني كانت تنقل السلاح إلى عدن وحضرموت، وتم التفجير بعد التسلل إلى داخل القاعدة وزرع عبوة ناسفة داخل الطائرة. وأعلن «القاعدة» في بيان آخر محافظة شبوة (جنوب شرق اليمن) «ولاية إسلامية»، ومدينة عزان التي يسيطر عليها منذ أكثر من عام «إمارة إسلامية». كما توعد بتصفية رجال الجيش والأمن في محافظة حضرموت المجاورة.