بنيتُ فكرة مقالتي أمس عن: (تجهيز المحابر في الرد على الشاذ الحائر)، على ضرورة مكافحة مؤسسات المجتمع لطاعون الشواذ والتمسك باستخدام مصطلح الشذوذ الجنسي بدلاً عن المثلية الجنسية، لأن الأخير لا يحمل حُكماً أخلاقياً حاسماً في تحريم الفعل الشائن ورفضه، بيد أن إقحامي لنموذج (نصر بن حجاج) في سياق المقال، أخلّ بهدفي، وهو ما صوّبه لي القرّاء الأكارم بتعليقاتهم أمس. لاستعدال (رقبة) الفكرة، سأكمل حكاية (نصر)، على أن أفصّل رأيي غداً في آفة الشواذ. قلت أن سيدنا عمر، أمر حرّاسه بأن يبتلوا (نصر بن حجاج) بصلعة ك (صحيفة البلّور يلمع سطحها)، لعلها تطمس وسامته الفاحشة التي دعت إحدى سيدات المدينة بأن تنشد في هواه: (ألا سبيل إلى خمر فأشربها/ أم لا سبيل إلى نصر بن حجّاج)؟! بعد أن أنجز الحلاقون (تصليع) الفتي، لمعت جبهته وبدا (الزول الكارثة) أكثر وسامة وحضوراً، فواسته السيدة بقولها: (حلقوا رأسه ليكسب قُبحاً/ غيرة منهم عليه وشُحاً/ كان صُبحاً عليه ليل بهيم/ فمحوا ليلهُ وأبقوه صبحاً)! حاول أمير المؤمنين تدارك فتنة الصلعة المجيدة، فأمره أن يغطيها بعُمامة تقي السيدات والآنسات والسادة شر قتاله، لكنه إزداد ثراء في حسنه وجمالاً، فقال بن الخطّاب قولته الشهيرة: (والله لا تساكنني في بلد أنا فيه)، ثمّ سيّره إلى البصرة بعيداً عن مهوى العيون وهواها. ولأن نصر بن حجاج (كان زول كارثة) بحق، تعلّقت به زوجة مستضيفه بالبصرة، فطلّقها. ثمّ تدحرج من بيت لآخر مثيراً غبار فتنته على الأيامى، مطلّقاً ذوات الثدي من أزواجهن حتى قال أحد ضحاياه: (أقسم بالله ما أخرجك أمير المؤمنين من خير)!