اعلمْ رعاكَ الله وأصلحكْ، أن علامات خراب المجتمعات وفسادها، (على قفا من يشيل)، غير أن أوجعها، سعي الذكور من الزواحف وذوات الثدي في الانقلاب لاحتلال الخانات الشاغرة لموازنة قوى الشعب العاملة! اللّغة العربيّة بطبيعة الناطقين بها، واضحة جليّة لا تعرف (شُغل النُص كُم)، وصفَت أفعال الشذوذ بعبارات محددة وصنّفتها وهيّأتها للتشريعات، سماوية كانت أم وضعية مجتمعية، قبل أن يميّع (الآخرون) توصيفاتها بعبارة واحدة: (الشذوذ الجنسي)، ثم تبعوه بمجموعة عُلوم وأسقام، في سياق التبرير والتمرير، كعلم النفس وقانون تخطيط الشفايف وجغرافيا الكنتور الجسدي ومناهج شد الجفون، ليتدرج علم النفس في التوصيف والتخفيف ليستبدل الشذوذ بالمُثلية الجنسية ويخلص بأن الشاذ/ة (عيّان لازم يودوه المستشفى)! ولو صبرتم آل ياسر، سيستأذنك فلذة كبدك يوماً ما، ترونه بعيداً وأراه أقرب إليك من عطر (الرجل الذي كان)، سيستأذنك بقوله: (أسمح لي يا بابا، ماشي الدكتور، حاسي بشوية شذوذ كدا)! والخليفة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه يطوف برعيته ليلاً، سمع واحدة من ذوات الثدي تبكي حبيبها شعراً: (ألا سبيل إلى خمر فأشربها/ أم لا سبيل إلى نصر بن حجّاج/ إلى فتى طيب الأعراق مُقتبل/ سهل المحيا كريم غير ملجاج)؟! استدعى الخليفة نصر بن حجاج، فوجده مثل شريحة من القمر، وسيماً كليماً باطش الحُسن شهيّ الكبرياء، مُشرق الطلعةِ في منطقهِ لُغة النُّور وملهاة (النساء)، فأيقن بأن وجوده في المدينة هو الفتنة بعينها، وأن شعبها من الأيامى سيردن (تغيير الرجال)، فأمر حرّاسه أن يبتلوه بصلعة كصحيفة البلّور يلمع سطحها. هل بدّدت الصلعة خطر (نصر) الماحق على المدينة؟! طالع بقية (الحكي) غداً