في بريد اليوم رسائل تسأل، فالأولى من الأخ محمد علي الحسني من جدة الذي يسأل عن صحة الحديث الوارد بما نصه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم». الحديث صحيح يا أخي وقد رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه ويدعمه حديث قدسي برواية الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن عبداً أصاب ذنباً وربما قال: أذنب ذنباً فقال: رب أذنبت ذنباً وربما قال: أصبت فاغفر لي، فقال ربه: أعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب، ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنباً أو قال أذنب ذنباً فقال: رب أذنبت أو أصبت آخر، فاغفره، فقال: أعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب، ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنباً وربما قال: أصاب ذنباً، فقال: رب، أصبت أو قال: أذنبت آخر، فاغفره لي، فقال: أعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب، ويأخذ به؟ غفرت لعبدي ثلاثاً، فليعمل ما شاء». وليس معنى هذا الاستمرار في الخطايا وإنما ذلك من باب سعة رحمة الله وأنها تغلب غضبه جل وعلا. والسؤال الثاني عن الأخ محمد نور كساب وفيها يسأل عن صحة الرواية التي تقول إن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه نفى رجلاً يقال له نصر بن حجاج إلى العراق بعد أن افتتنت به نساء المدينة؟ وبسؤال أهل العلم والرجوع إلى المصادر الموثوقة تبين أن هذه القصة صحيحة مشهورة، وما زال العلماء يذكرونها محتجين بها مثبتين لها، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية كما في كتاب الاستقامة ومجموع الفتاوى والإمام ابن القيم في الطرق الحكمية وبدائع الفوائد، ومن المتأخرين الألوسي في روح المعاني حيث قال: كما صح أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه غرب نصر بن حجاج إلى البصرة بسبب أنه لجماله افتتن بعض النساء به، ومنهم الشنقيطي في أضواء البيان حيث ذكر طرفا مما ذكرته المرأة التي شببت بنصر بن حجاج، والقصة صحيح إسنادها الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة، ولم يطلع على أحد من العلماء ضعفها، ولهذا فالقصة صحيحة وهي على النحو التالي: إن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمع وهو يعس بليل امرأة تقول: هل من سبيل إلى الخمر فأشربها أو هل من سبيل إلى نصر بن حجاج. فلما أصبح سأل عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فإذا هو من بني سليم، فأرسل إليه فأتاه فإذا هو من أحسن الناس شعراً وأحسنهم وجهاً، فأمر عمر رضي الله عنه أن يحلق شعره ففعل، فازداد حسناً ثم سمعها عمر بعد ذلك تقول: حلقوا رأسه ليكسب قبحاً غيرة منهم عليه وشحا كان صبحا عليه ليل بهيم فمحوا ليله وأبقوه صبحا فنفاه عمر رضي الله عنه إلى البصرة وأقسم أنه لا يدخل المدينة أبداً ما دام هو فيها. والسؤال الثالث والأخير فهو من الأخ علي بن سلطان البلوي وفيه يقول: هل صحيح أن سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام كان يهودياً؟ والجواب: كلا، فقد نفى الحق سبحانه وتعالى ذلك في محكم التنزيل في سورة آل عمران في الآية 67، إذ يقول سبحانه وتعالى: «ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين»، كما يقول عز من قائل في سورة البقرة آية 135: «وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين». فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة