تسابق حركة حماس الزمن لإنهاء جميع استعداداتها لإجراء انتخاباتها الداخلية التي تشمل انتخابات المكتب السياسي ومجلس الشورى للحركة، في حدث يوصف بالأصعب في تاريخ حماس وجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين. وانعكست هذه الأهمية على حجم الاستعدادات وحالة الترقب التي تطفو على السطح ساعة بعد ساعة لدى أنصار الحركة لمعرفة الأشخاص الذين سيقودون الحركة لأربع سنوات قادمة في ظل التحول الذي تشهده المنطقة العربية، وهو ما يدفع قادة حركة حماس إلى الصمت ورفض الحديث بشكل علني عن الانتخابات المزمع إقامتها الجمعة المقبلة على مستوى الأقاليم الثلاثة (الخارج، قطاع غزة، الضفة الغربية). لكن مصدرا رفيع المستوى في الحركة كشف ل»الشرق» أن الانتخابات ستتبع نظاماً جديداً هو الأول في تاريخ الحركة، وبحسب المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه فإن النظام الجديد يضمن عدم حدوث مفاجآت في الشخصيات المركزية التي تقود الحركة في المرحلة الحالية. ويرجع المراقبون تطبيق النظام الجديد في هذه المرحلة إلى أحد أمرين، الأول رغبة الحركة في الاستفادة من العلاقات والخبرة التي امتلكتها القيادات الحالية لتعظيم استفادتها من مراحل التحول الذي تشهده المنطقة بسبب الربيع العربي من جهة، وهو ما برز في الإصرار على احتفاظ رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل بمنصبه، والثاني خوفها من تغيير يمكن أن تفرزه الخلافات التي بدت متزايدة حول تقييم أداء الحكومة في قطاع غزة، والموقف من اتفاق الدوحة، وتجميد عمليات المقاومة. وتوقع المصدر أن تكون بعض الشخصيات التي أثبتت عدم كفاءتها في العمل داخل حكومة إسماعيل هنية خلال الفترة الماضية أكثر الخاسرين في الانتخابات. ويبلغ عدد أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس تسعة أعضاء، سبعة منهم تعلن أسماؤهم فيما يبقي اثنان اسمهما غير معلن، ويعد أعضاء المكتب السياسي هم أساسا أعضاء في مجلس الشورى المصغر. ويعد مجلس الشورى المصغر هو القيادة السياسية لحركة حماس، وهو الذي يملك اتخاذ القرار السياسي، ويقوم بانتخاب المكتب السياسي للحركة واختيار رئيسه.