قالت مصادر فلسطينية موثوقة ل «الحياة» إن انتخابات المكتبين السياسي والتنفيذي لحركة «حماس» لم تجر بعد، وهي المرحلة الثالثة والأخيرة داخل الحركة. واوضحت ان انتخابات مجلس الشورى الموسع والمصغر تم إنجازها في انتظار اجراء انتخابات عضوية المكتب السياسي الذي يبلغ عدد اعضائه تسعة، اثنان منهم أسماؤهم غير معلنة، ومن ثم تجري انتخابات أعضاء المكتب التنفيذي. وأوضحت المصادر أن عدد اعضاء مجلس الشورى الموسع يبلغ مئة، ومنه يفرز أعضاء مجلس الشورى المصغر وعددهم 25 عضواً، لافتة إلى أن أعضاء المكتب السياسي هم اساسا أعضاء في مجلس الشورى المصغر وليس العكس. واوضحت أن مجلس الشورى المصغر هو القيادة السياسية لحركة «حماس»، وهو الذي يملك اتخاذ القرار السياسي. وقالت المصادر ان اثنين من مجلس الشورى المصغر فقدا موقعهما ولم يفوزا بالانتخابات، الأول القيادي محمد نزال، والثاني شخصية غير معروفة إعلامياً، كما فاز اثنان في انتخابات مجلس الشورى المصغر هما ممثل الحركة في لبنان القيادي أسامة حمدان وشخصية شابة ما زالت في مقتبل العمر (في العشرينات) لكنها غير معروفة إعلامياً، وبالتالي هما مرشحان لشغل عضوية المكتب السياسي. وتابعت ان من يخسر موقعه في مجلس الشورى المصغر يخسر موقعه في المكتب السياسي. وأشارت المصادر إلى أن رئيس المكتب السياسي خالد مشعل سيوكل مهمات إلى نزال الذي سيستمر مثل الآخرين جندياً في الحركة يتحمل مسؤولية ملفات ويكلف مهمات، لكن من دون المس برأي القاعدة التي يجب احترام تصويتها ونتائج الانتخابات. ولفتت إلى أن التنظيم داخل الحركة دقيق للغاية، و «الكل يعلم أن هناك تبادل مواقع واحلالاً واستبدالاً ويتوقع ذلك، وأرفع القيادات لا يمكنه المس بنتائج الانتخابات»، مشيرة إلى أن مشعل سيقدم استقالته من رئاسة المكتب السياسي ليعاد ترشيحه مثله مثل أي قيادي عضو في الحركة، وفي حال فوزه سيعاد تكليفه برئاسة الحركة. واوضحت أن فترة ولاية رئاسة المكتب السياسي تتوافق مع فترة المكتب التنفيذي، وهي خمس سنوات تتجدد مرتين، لكن أُجري تعديل أخيرا يقضي بأن تكون فترة المكتبين السياسي والتنفيذي أربع سنوات، وأن لا يكون هناك سقف زمني لاستمرار رئيس المكتب في موقعه، فالولاية والموقع مفتوحان طالما هو فائز ويحصد أعلى الأصوات. وقالت: «مشعل سيعيد ترشيح نفسه حتى يتمكن من شغل موقع رئاسة المكتب السياسي ثانية». وأكدت المصادر أن جميع المراحل تسير في الحركة وفقاً للانتخابات، مشيرة إلى أن المرحلة الثالثة من الانتخابات الداخلية في مجلس الشورى المصغر تعزز قيادات تنفيذية، وهي جزء من المكتب التنفيذي للحركة، بالإضافة إلى المكتب السياسي، لافتة إلى أن المكتب التنفيذي هو أعلى قيادة للحركة، وموضحة أن مشعل ونائبه موسى أبو مرزوق هما أعضاء في المكتب التنفيذي، وأضافت: «أعضاء المكتب التنفيذي 11 عضواً»، رافضة كشف رئيس المكتب التنفيذي، واكتفت بالقول: «إن رئيس المكتب السياسي ليس هو من يرأس المكتب التنفيذي واسم الاخير غير معلن». وعن طبيعة مهمات المكتب التنفيذي وما الفرق بينه وبين المكتب السياسي، أجابت: «المكتب التنفيذي منوط بالأمور التنظيمية داخل الحركة في المناطق والإدارات والجمعيات وترتيبات متعلقة بالأعمال الإعلامية والشؤون الأمنية»، مشيرة على سبيل المثال إلى أن «مسؤول التنظيم في السجون مرجعيته النهائية المكتب التنفيذي، وكذلك قيادات الحركة في كل المناطق». وأضافت: «على رغم ذلك فإن مجلس الشورى المصغر هو القيادة العليا المنوطة بتدبير الملفات اليومية». وعن مهمات المكتب السياسي، قالت: «مهماته تتعلق بكل ما هو سياسي مثل التهدئة والحوار وإدارته والمصالحة وصفقة تبادل الأسرى وكل ما يتعلق بالشق السياسي». وأوضحت أن اللوائح في «حماس» تتعمد أن تكون غامضة (غير واضحة أو معلنة)، معتبرة أن الانتخابات التشريعية هي فقط التي كشفت أسماء كثيرة كقيادات في الحركة غير معروفة ولم تكن متوقعة مثل ناصر الدين الشاعر في الضفة الغربية وجمال الحفزي في غزة، مشيرة إلى أن أعمال الحركة والتنظيم الداخلي لها يفترض ألا يكونا معلنين. وضربت مثالاً: «من كان يعلم أن القيادي إبراهيم المقادمة الذي اغتالته السلطات الإسرائيلية في غزة شغل في فترة ما مسؤول التنظيم الأول في قطاع غزة وكان يعمل تحت قيادته القادة محمود الزهار والشهيد عبدالعزيز الرنتيسي وغيرهما خلال اعتقال مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين؟». وأوضحت أن لجنة الانتخابات التي تشرف على عمل الانتخابات وسيرها هي من خارج الحركة لضمان الحيادية المطلقة.