بني آدم مكرم بنص القرآن الكريم (بسم الله الرحمن الرحيم ولقد كرمنا بني آدم) والتكريم والمسس كما قال شيخنا ابوتراب رحمه الله من مبادآت سيدنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (شهيد المحراب رضي الله عنه) وشاهد التكريم في قصة الصحابي عبدالله بن حذافه السهمي الذي بعثه سيدنا عمر الفاروق قائد الثلاثمائة من الجيش الى موقعة القيسادية فوقع أسيراً والجيش في قبضة ملك الروم الذي دعاه الى النصرانية فرفض فقال النصراني (سوف أريك ما سيكون اليه مصيرك والجيش وأمر بايقاد نار عظيمة وضع عليها قدر من النحاس على شكل بقرة ملىء ماء ولما فاح الماء وعلا بخاره أمر بتجريد أحد الأسرى والقائه في الماء المغلي حتى بان ابيضاض عظامه والتفت الملك إلى ابن حذافه يسأله ثانية في التنصير أو أن يكون وجيشه مثل ذلك الأسير.. فرد ابن حذافه (لا أتنصر وليت لي في كل شعرة من جسمي روحا أموت وأحيا ثم أموت وأحيا ولا أتنصر)، فقال ملك الروم (هل تقبل رأسي وأخلي سبيلكم لتذهبوا حيث شئتم فوافق ابن حذافه وقام الى حيث الملك وقبَّل رأسه فأوفى له بما أوعد وأخلى سبيله، ولما وصلوا المدينة وعرف سيدنا عمر ما كان قال (آن لعمر أن يقبل رأس ابن حذافه وقام الى ابن حذافه وقبلَّ رأسه وتبعه الحاضرون).. وأما تفقد الرعية بالليل فقد مر ذات ليلة بخدر فسمع ما شدَّه الى الوقوف وكان فتاة تنشد : هل من سبيل إلى خمر فاشربها أو من سبيل إلى نصر ابن حجاج فتى ماجد الأعراق مقتبل سهل المحيا كريماً غير ملجاج فعلم موقع الخدر وفي مجلس الحكم سأل (هل منكم من يعرف نصر ابن حجاج فأجاب أحدهم أعرف حجاما يسمى حجاج فقال آتني به ولما جاء حجاج طلب منه الخليفة ان يحضر ابنه نصر فأحضره، ولما دخل افتتن الحاضرون وكان شعره مسدلا الى أكتافه فأمر سيدنا عمر ان يجزَّ شعره بالموس وكان اباه الحجام ولف الخليفة رأسه بعصابة بيضاء واذا به يزيد فتنة فقال الخليفة لا يساكنني نصر بالمدينة وسأل والده عن قرابة لهم بالبادية فرد نعم بالعُلا فجاءت والدة نصر وقالت للخليفة (أمن عدل الاسلام ان ينفى ابني الى البادية وينام عبدالله وحفصه الى جنبيك؟ فرد رضي الله ان ابني وبنتي لم تتغنى بهما الغواني في خدورهن. ورحل نصر ووالداه الى العلا وامر لهم الخليفة بما يكفيهم من بيت المال وهكذا كان الجمال جناية على نصر. وهنا يسألني معالي الاستاذ د. محمد عبده يماني (متى يكرم أهل مكة معالي الشيخ عبدالملك بن دهيش؟) فرددت عليه (أنت أهل مكة فقال مستعد اذا وافق وسألني معالي الاستاذ د. الشيخ عبدالملك بن دهيش (ألم يأن لكم أهل مكة الوقت لتكريم الاستاذ عبدالمقصود خوجه؟) فرددت عليه كم من مرة حاولت وغيري فيجيب ابن محمد سعيد رحمه الله (مجيئكم لحضور الاثنينية هو التكريم لي واذا وافق فهو يستحق كل تكريم.