تبدأ النسخة الثانية من مؤتمر «أصدقاء سوريا» اليوم الأحد في اسطنبول، بالتزامن مع تصاعد نبرة الغضب التركي تجاه نظام بشار الأسد. ولم يتوان وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، في تصريحات صحفية استبق بها المؤتمر، في مطالبة الأسد بالكف عن المراوغات التي تمنحه مزيدا من الوقت، ودعا النظام السوري إلى الالتزام بخطة المبعوث الأممي – العربي كوفي عنان للحل أو الكف عن مناورات سئمها العالم في ظل ارتفاع عدد القتلى في سوريا إلى تسعة آلاف، معتبرا أن تدخل بلاده في القضية ليس خيارا وإنما هو واجب. وجاء صوت سفير واشنطن في تركيا مسانداً لرؤية الأخيرة بقدر كبير، حيث أكد أن الخيار العسكري «قد يكون خياراً أو ملاذاً أخيراً أو نهائياً لإيقاف حمام الدم الذي يتعرض له الشعب السوري». وبحسب مصادر، فإن مؤتمر أصدقاء سوريا، الذي ستشارك فيه نحو 74 دولة، قد يشهد اقتراحات بتأسيس قيادة موحدة للجيش السوري الحر تعمل على جمع شتات القوى العسكرية المقاوِمة، وهو ما يتوافق مع رؤية الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تخشى من تسرب القاعدة إلى الداخل السوري. ومن المتوقع أن يشهد المؤتمر اعترافا بالمجلس الوطني السوري ممثلاً وحيداً للشعب السوري، بعد أن اعترفت أنقرة بهذه الصفة الشهر الماضي. وفي ذات السياق، وضع عضو المجلس الوطني السوري، عبدالإله بن ثامر الملحم، الاعتراف بالمجلس في إطار إضفاء الشرعية على ما سماه الممثل الوحيد للشعب السوري الجريح. وقال الملحم، في تصريحات ل «الشرق» في اسطنبول، إنه بمجرد الاعتراف بالمجلس من قِبَل أي دولة يعني سلخ الشرعية من إدارة بشار الأسد، كما رأى أن الاعتراف بالمجلس سيسهم في أن تنضوي المعارضة بكافة أطيافها تحته لاستكمال الثورة.