أكد عدد من قيادات المعارضة السورية أن السعودية هي الدولة الأولى عالميا في دعم الشعب السوري، مشيرين إلى أن كلمة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أمام مؤتمر أصدقاء سوريا والذي عقد أمس الأول في تونس، رفعت معنوياتهم، وأكدت أن هناك من يدعم الشعب السوري بحق ويسعى بكل إخلاص لوقف نزيف الدم. وقال عضو المكتب التنفيذي بالمجلس الوطني السوري الدكتور «سمير نشار» في اتصال هاتفي مع «المدينة» أمس إن كلمة الأمير سعود الفيصل رفعت معنويات الشعب السوري جدًا بعد الإحباط الذي أصابهم من كلمة الرئيس التونسي منصف المرزوقي، والتي كانت محبطة لجميع السوريين، حيث قال إن بلاده مع حل سياسي يضم جميع الأطراف وبقاء نظام بشار الأسد في الحكم، لكن جاء الإنقاذ من كلمة الأمير سعود الفيصل الذي دعا إلى وقف فوري لنزيف الدم السوري والبحث عن آليات حقيقية لتحقيق هذا، مشيرًا الى أن كلمة الفيصل تعبر عن سياسة المملكة وحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مشيرًا إلى مكالمة خادم الحرمين الشريفين والرئيس الروسي ميديفيت قبل انعقاد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري وقوله له إنه لا مجال للحوار الآن بعد كل ما جرى. وأضاف نشار أن مؤتمر «أصدقاء سوريا» لم يرقَ إلى مستوى تطلعات الشعب السوري، وكنا نأمل أن يقرّ المؤتمر آلية عملية لوقف نزيف الدم السوري ووقف الهجمات البربرية ضد الشعب السوري والمستمرة منذ 11 شهرًا دون مغيث للسوريين. وأرجع نشار تواضع قرارات المؤتمر إلى التجاذبات بين الدول على المستويين العربي والدولي في تباين المواقف من الأزمة السورية، وعلى المستوى العربي يوجد موقف داعم للشعب السوري ويتمثل في دول الخليج بقيادة المملكة، وموقف دول المغرب العربي الذي ما يزال يراهن على الرئيس الفاقد للشرعية بشار الأسد. وأضح نشار أن المجلس الوطني السوري ليس ضد الحلول السياسية، ولكن نريد وقفا فوريا للقتل الذي تمارسه قوات بشار، والذي يجب أن يتنحى فورًا. وعن خيارات المجلس الوطني السوري بعد خيبة الأمل من مؤتمر تونس، قال نشار: نتوقع أن تمارس المملكة جهودها وضغوطها للوصول إلى آلية عملية لإنهاء الوضع المأساوي فى سوريا، ونتوقع أن تستمر الرياض في هذه الجهود ونتوقع أيضًا أن تؤتي ثمارها المرجوة فى المؤتمر الثاني» لأصدقاء الشعب السوري» المقرر انعقاده بعد ثلاثة أسابيع في اسطنبول بتركيا، ونسعى للتواصل وتكثيف الاتصالات مع حكومة المملكة، وهي الآن الدولة الأولى في يقين كل الشعب السوري التي تدافع بصدق وإخلاص عن الشعب السوري وتسعى بكل قوتها لإنهاء معاناة الشعب السوري. من جانبه، قال عضو مجلس الشعب السوري المهندس عماد غليون إن كلمة الأمير سعود الفيصل أثلجت صدورنا وجددت الأمل في أن هناك من هو صاحب ضمير ويدافع عن الشعب السوري، مشيرًا إلى أن هذه الكلمة ليست مستغربة على الأمير سعود الفيصل وهي في تقديري الجزء الثاني من كلمته في مؤتمر وزراء الخارجية العرب بالقاهرة، موضحًا أن الأمير سعود كان لسان كل الشعب السوري الذي يدعو إلى اسقاط نظام بشار وهو ما جاء في كلمته «على الرئيس السوري أن يتنحى طوعًا أو كرهًا». وقال غليون إن الشعب السوري كان يريد موقفًا حاسمًا من الرئيس بشار وأن يتم وقف فوري لعمليات القتل المنهجى وأن تبدأ العملية السياسية لنقل السلطة. ووصف عضو ائتلاف التيار الوطني السوري سلام الشواف، كلمة الأمير سعود بالتاريخية وأنها وضعت الأمور في نصابها الحقيقي وبمسمياتها بعيدًا عن المراوغة والحسابات السياسية، مشيرًا إلى أن الكلمة عبرت بحق عن مطالب الشعب السوري، وأنها طبيعية بالنظر إلى مواقف المملكة الداعمة للشعب السوري والباحثة إلى إيجاد حلول واقعية، مؤكدًا أن الشعب الشعب سيبقى مقدرًا لتلك الكلمات ومواقف خادم الحرمين الشريفين، وأن كل الشعب السوري على موقف المملكة الذي يقود موقف دول الخليج بعد أن فقد الثقة في كل المنظمات الدولية والإقليمية التي خذلت الشعب السوري وخذلت ثورته السلمية. وقال الناشط السوري باسم الحلبي إن مؤتمر «أصدقاء سوريا» جاء مخيّبًا لآمال الشعب السوري، وأتصور أن طاغية دمشق يبتسم الآن لما يظنّه نصرًا له، مؤكدًا أن الأمير سعود الفيصل سجّل موقفًا تاريخيًا مشرّفًا يُحسب له، ولبلده، فقد دعا لنقل السلطة «طوعا أو كرهًا»، وأن شعب سوريا لن ينسى للسعودية موقفها التاريخي.