نفى رئيس اللجنة القانونية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب عضو اللجنة التنفيذية المحامي الدكتور ماجد قاروب، أن تكون لدى الرئاسة نية لإصدار قوانين وعقوبات صارمة بحق ممارسي العنف اللفظي في الوسط الرياضي قائلا «النصوص القانونية الحالية التي تفرض عقوبات على المخالفات المرتكبة كافية وتوفي بالغرض في حالة تطبيقها بشكل كامل، وما نحن بحاجة إليه ليست عقوبات إضافية بل إلى توعية الوسط الرياضي بأهمية اللعب النظيف والتحلي دائما بالأخلاق الرياضية الحميدة والروح الرياضية السمحة». واعترف قاروب بأن العنف اللفظي المتضمن القذف والشتم والسب في الملاعب الرياضية يعتبر عادة درجت عليها جماهير كرة القدم، رافضا تحميل ذلك لشخص أو لطرف بشكل دائم فلكل حالة ظروفها الخاصة. وأرجع قاروب السبب الرئيس لشيوع هذه الظاهرة في الملاعب الرياضية إلى ضعف الوعي الرياضي وعدم التمتع بالروح الرياضية لدى الجمهور أحيانا أو لدى الحكام والإداريين أو الفنيين أو اللاعبين أحيانا أخرى. محملا الإعلام الرياضي في المقام الأول ومن ثم مسؤولي الأندية المسؤولية في الشحن النفسي لجماهير الأندية التي تذهب للمباريات ليس للاستمتاع وقضاء وقت رياضي بالمشاهدة بل تذهب مشحونة تحت ضغط الربح و الخسارة. وبين قاروب أن لائحة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم هي الكفيلة بحماية من يساء إليه ومعاقبة المخالف، مشيرا إلى أن اللائحة تهدف إلى ترسيخ مبادئ الروح الرياضية والتنافس الشريف واللعب النظيف والتحلي بالأخلاق الحميدة التي تؤكد أهمية احترام وتطبيق الأسس والقواعد التنظيمية لكرة القدم وسلوكيات الممارسين لها والمنتمين إليها، وذلك لإبراز الصورة المشرفة للرياضة، وأوضح قاروب أن العقوبات المفروضة على الأندية، وإن اللائحة لم تكتف في اللائحة بفرض العقوبة المالية (الغرامة) بل هنالك عدة عقوبات أقسى يمكن تطبيقها على النادي وترتبط بمدى جسامة المخالفة المرتكبة. واستدل على ذلك بجملة من العقوبات على الأندية منها نقل مباراة رسمية أو أكثر إلى أرض الفريق المنافس أو خسارة نتيجة المباراة أو الحسم من النقاط أو سحب اللقب أو الهبوط إلى درجة أدنى. لافتا إلى وجود عقوبات أخرى يمكن فرضها على الإداريين أو الفنيين واللاعبين، تبدأ بلفت النظر، التحذير، الغرامة، ويمكن أن تشمل الإيقاف عن اللعب لفترة محددة، عدم مرافقة فريق النادي لفترة محددة وقد تصل إلى الحرمان من ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم. واعترف قاروب بوجود صعوبة في معاقبة الجمهور الذي يسب ويشتم ويقذف؛ معللا ذلك بضخامة الجهور وكثافته لذا فإنه من الصعوبة تحديد من هو الشخص أو الأشخاص الذي باشروا بارتكاب المخالفة أو الذين شاركوا. وأضاف «لذلك كان التوجه في معظم القوانين الرياضية الدولية على معاقبة النادي عندما يرتكب جمهوره مخالفة، وهذا النوع من العقوبة يهدف إلى حض الجمهور الذي يحب ويشجع ناديه بعدم ارتكاب المخالفة؛ لأن من سيعاقب هو النادي الذي يشجعه، وهو المطبق محليا». وبين أن لائحة الانضباط نصت على فرض عقوبات على مخالفات الجمهور المتمثلة في توجيه ألفاظ نابية أو بذيئة ضد الحكام أو اللاعبين أو الإداريين أو الفنيين أو جمهور النادي الآخر أو أي أشخاص آخرين قبل أو أثناء أو بعد المباراة ويعاقب النادي بغرامة مالية مقدارها عشرة آلاف ريال، وأفاد أن القذف بأي أداة تجاه الحكام أو اللاعبين أو الإداريين أو الفنيين أو جمهور النادي الآخر أو أي أشخاص آخرين قبل أو أثناء أو بعد المباراة فيعاقب النادي بنقل أول مباراة رسمية تقام على أرضه مع ناد من خارج مدينته وغرامة مالية قدرها 20 ألف ريال، وبين قاروب أن عقوبة النادي الذي يرفع جمهوره أعلاما أو لوحات تحمل شعارات عنصرية أو القيام بسلوك عنصري نقل أول مباراة رسمية له على أرضه مع ناد من خارج المنطقة مع غرامة مالية قدرها 20 ألف ريال. وأشار قاروب إلى وقوع أي اعتداء ضد الحكام أو الإداريين أو الفنيين أو اللاعبين أو أي أشخاص آخرين أو منشآت الملعب أو وسائل النقل المتواجدة داخل أو خارج الملعب، سواء قبل أو أثناء أو بعد المباراة، يعاقب النادي بنقل أول مباراة رسمية له على أرضه مع ناد من خارج المنطقة وغرامة مالية قدرها 30 ألف ريال وفي حال عدم استكمال المباراة يعتبر خاسرا لنتيجتها (3/صفر) ما لم تكن النتيجة أكبر للنادي الآخر، مبينا أنه إذا لم يتم تحديد هوية الجماهير لأي ناد فإن النادي المضيف هو الذي يتعرض للعقوبة تبعا لذلك. وطالب قاروب بضرورة توعية الجماهير وتثقيفها حيال العقوبات والنتائج الوخيمة التي قد يتضرر منها ناديهم بسبب شغب الجماهير، مشددا على أن العقوبات رادعة وكبيرة. وأكد قاروب على رأيه السابق بمنع اللجوء اللاعبين أو غيرهم من المنظومة الرياضية للتقاضي في مثل هذه القضايا خارج الرئاسة قائلا «لا يجوز لهم الشكوى بسبب الرياضة خارج المنظومة الرياضية». مبينا أن الجهاز القضائي الرياضي في لعبة كرة القدم ممثلا في لجنتي الانضباط والاستئناف هو المسؤول عن هذه القضايا وبالتالي يحق للاعب تقديم شكواه لهما، حيث يعتبران المرجعية القضائية لكل صاحب حق في الوسط الرياضي. وحول إيجاد قوانين وعقوبات بحق الكتاب والصحافيين الذين يلمزون ويغمزون على اللاعبين والحكام ويتسببون في حالة احتقان جماهير المدرجات قال قاروب «هذا أمر مرجعه إلى وزارة الثقافة والإعلام، فهي المسؤولة عن الإعلام بكل أنواعه المرئية والمقروءة والمسموعة والإلكترونية».