سألت عمنا العزيز (غرم الله الدولي) عن حكاية الفساد الذي تم كشفه مؤخرا في منطقة الباحة، وقلت له إنني لم أكن أتصور أن يأتي اليوم الذي يقال فيه إن في منطقة الباحة فسادا.. قال عمنا: اعلم -رحمك الله- أن الفساد ليس له وطن واحد ولا مجتمع واحد ولا هوية واحدة، صحيح أن حجم الفساد يختلف باختلاف المكان والسكان لكن ليس معنى ذلك أنه لا يوجد في كل مكان، فعلى سبيل المثال في منطقة الباحة تم اختلاس ما يقرب من ثلث مساحة (غابة رغدان) أما باقي مظاهر الفساد هناك فلا تتعدى استخدام موظف في جهة حكومية لسيارة الجهة التي يعمل بها لقضاء حاجاته الخاصة كأن يحمل فيها خروفا أو علفا أو أطفالا يذهب بهم إلى نزهة أسفل جبل يعج بالقرود.. لكن في مناطق أخرى تتجلى مظاهر الفساد في أكبر صورها فاختلاس الأراضي يكون بملايين الأمتار وسرقة المال العام بالمليارات، والموظفون بدءا من الوزراء وانتهاء بالفراشين لا يجدون حرجا في تسخير كل إمكانات الجهة التي يسيطرون عليها لخدمتهم وأسرهم وأقربائهم ومعارفهم.. واستطرد عمنا يقول: وهذه الجهة التي أنيط بها مكافحة الفساد لا نعلم ماذا تفعل فلم نسمع أنها (قبضت على كبير) يمارس الفساد أو أشارت إليه.. ونخشى أن تكون مثل الصحف عندما لا تريد ذكر الجهة أو الاسم فتقول (تحتفظ الصحيفة باسمه) فكأنك يا «أبو زيد» ما غزيت. شكرت عمنا العزيز على إيضاحه وتذكرت بالمناسبة وقف استخراج صكوك الأراضي في منطقة الباحة استنادا إلى أمرٍ يحظر تنظيم صكوك للأراضي البيضاء، وبالتأكيد فإن المقصود بالبيضاء تلك التي ليس لها مالك وهي لب الفساد وجوهره لكن الذين طبقوا الأمر لم يفرقوا بين أراضٍ غير مملوكة وأراض زراعية صغيرة الحجم يملكها السكان في منطقة الباحة بوثائق عن الآباء والأجداد. فهل نطمع في كرم أمير المنطقة الشاب الخلوق المحبوب الأمير مشاري بن سعود بأن يفتح ملف وقف صكوك أراضي المنطقة وأعتقد أنه سيفعل؟