رفض الشورى جميع التوصيات الإضافية التي قدمها عدد من الأعضاء بشأن مشروع لائحة مراقبة الأراضي الحكومية والتي من بينها منع "المحدث" من السفر وإيقاف تعاملاته الحكومية حتى يزيل ما أحدث. إلى ذلك وافق المجلس على لائحة تمنع الاعتداء على أراضي الحكومة وتعالج الإحداثيات القائمة وقد شددت على أهمية الإسراع في تنفيذ الأوامر السامية المتعلقة بالمنح. وطالب الشورى عبر قراراته التي وافق عليها بالأغلبية أمس الأحد بتكليف وزارة الشؤون البلدية والقروية باقتراح نظام لتوزيع الأراضي الحكومية يأخذ بعين الاعتبار الحاجة الملحة لمن لا يملكون سكناً من المواطنين. وأقر المجلس توصية تدعو المجلس الأعلى للقضاء إلى إعداد لائحة للاستحكام تعالج الإحياء ووضع اليد والاستحكام وإصدار الصكوك المبنية على ذلك. وتضمنت لائحة مراقبة الأراضي الحكومية مادة تعطي صاحب الممتلكات العقارية القديمة أو المتوارثة التي لا يوجد عليها صكوك شرعية مهلة مناسبة لإثبات ملكيتهم لها شرعاً، وشددت على أن تراعي لجان المراقبة واللجان المركزية الملكيات المتوارثة للأفراد وفق ما تعارف الناس على ملكيته بالتوارث. ووسعت اللائحة تعريف مصطلحات اللائحة ليشمل الأرض البيضاء والتعدي والاحداث، لتكون الأرض الحكومية " الأرض المنفكة عن الملك أو الاختصاص ، وتعد الأراضي المتوارثة أو المشمولة بوثائق اقطاع محل اختصاص صحابها حتى تثبت ملكيتها بصكوك شرعية"، والتعدي على الأرض الحكومية" وضع اليد عليها بالتسوير أو البناء أو الزراعة أو وضع العقوم، أو أي عمل من شأنه منع الغير من دخولها أو الارتفاق بها كمنع الناس من الرعي أو التنزه" . ولم تغفل لائحة مراقبة الأراضي معالجة الحالات الخاصة لاعتبارات إنسانية وجب التعامل معها بمسؤولية وفقاً للمادة السابعة والعشرين من النظام الأساسي للحكم وانسجاماً مع الأمر السامي الصادر لمعالجة هذه الحالة. وشددت على إبقاء المنزل المحدث في أرض حكومية بعد عرضه على اللجنة المركزية للتأكد من حاجته للمنزل ثم تصحيح وضعه بتمليكه ذلك الموقع بعد اخذ قيمة الأرض منه وذلك بقرار من وزير الشؤون البلدية. واشترط مشروع اللائحة ألا يكون الإحداث في موقع يعترض الخدمات وليس في بقائه ضرر أو خطر على احد وأن لا يثير مشاكل جماعية ولم يكن القصد منه إحداث هجرة جديدة. ومن ملامح اللائحة إيجاد لجان متفرغة في كل إمارة منطقة مكونة من عدد من الجهات الحكومية وتتولى مراقبة الأراضي الحكومية والقيام بجولات مفاجئة غير مجدولة، وعالجت اللائحة الكيفية التي تتم بها معالجة الإحداث على الأراضي. ونصت اللائحة على صرف 3000 ريال لكل عضو يعمل في اللجنة المشكلة لمراقبة الأراضي الحكومية، على أن تصرف هذه المكافأة مع الراتب من الجهة التي يتبعها العضو. وشددت المادة السادسة على تكوين لجنة مركزية في كل إمارة من إمارات المناطق بقرار من أمير المنطقة تسمى " اللجنة المركزية لمراقبة الأراضي الحكومية وإزالة التعديات، تضم أعضاء يمثلون إمارة المنطقة ووزارة الشؤون البلدية والزراعة والمالية والهيئة العامة للسياحة والآثار. الجدير بالذكر أن مشروع اللائحة يهدف إلى وضع إجراءات احترازية وتنظيمية ورقابية تتيح للأجهزة التنفيذية وإمارات المناطق آليات للعمل تكمل الأنظمة القائمة وكذلك إيجاد آليات المراقبة والتي بسبب غيابها تزايدت التعديات خاصة في المناطق النائية.