أكد المستشار النفسي والأسري الدكتور خالد العيسى أن ظاهرة المخدرات في الأوساط النسائية التعليمية برزت بشكل ملحوظ خلال السنوات الخمس الأخيرة، معتبرا أن تلك الظاهرة جاءت نتيجة عدة أسباب، منها ضعف الوازع الديني للجيل الجديد، إضافة إلى التفكك الأسري، لا سيما في المجتمعات الميسورة ماديا، فالثقافة الأسرية لا تفرق بين الحرية والحدود، وبذلك تفقد الإشراف والرقابة، فالفراغ ووجود المال، أوجدا نوعا من البحث عن التغيير، إضافة إلى الانفتاح على المجتمعات الأخرى عن طريق الفضائيات. وأوضح العيسى أن المواد المخدرة المنتشرة بين أوساط المتعاطين تأخذ أشكالا متعددة، مشيرا إلى انتشار نوع من اللواصق المخدرة بين الطلاب والطالبات، لافتا إلى أن ذلك الانتشار يقابله ضعف حملات التوعية بأضرار المخدرات، وقال»بالرغم من وجود بعض الجهود المشكورة إلا أنه لا بد من تقنينها بلغة بديلة بعيدة عن الشعارات التقليدية، من خلال حملات إعلامية واجتماعية». مبالغة لا تمثل الواقع من جهتها، نفت مديرة إدارة الشؤون النسوية في مديرية مكافحة المخدرات أمل خاشقجي، انتشار ظاهرة المخدرات في الأوساط النسائية، وقالت ل »الشرق» «حسب المؤشرات الإحصائية لما يتم ضبطه فإن ما يتعلق بالتعاطي أو الترويج بين النساء لا يكاد يذكر»، مؤكدة أنه لا يمكن الاستناد إلا على الحالات المسجلة أو المثبتة، «أما الأرقام التي يتحدث عنها البعض فهي أرقام مبالغ فيها ولا تمثل الواقع الملموس»، وأضافت «رغم أن الحالات المسجلة قليلة جدا إلا أن هناك عددا من العوامل التي تؤدي إلى تعاطي النساء للمخدرات، منها ضعف الوازع الديني، وإدمان أحد الأبوين، ومحاكاة أصدقاء السوء، وبعد الرقابة الأسرية، وعدم النضج الفكري والعاطفي للمتعاطين في مرحلة المراهقة وتعرضهم للمشاكل الأسرية». المشروعات التوعوية وحول الجهود التي تبذلها إدارة الشؤون النسوية في مكافحة انتشار المخدرات، أوضحت خاشقجي وجود عدد من البرامج والمشروعات العلمية التوعوية بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات، من ضمنها التركيز على التوعية للعنصر النسائي، وتعمل على تكثيف البرامج التوعوية في جميع القطاعات النسائية وتنوعها حسب الفئات المستهدفة، وتشمل هذه البرامج ورش العمل والدورات التدريبية، والمحاضرات والملتقيات والندوات، بهدف توعية النساء بصفة عامة بأضرار المخدرات وكيفية اكتشاف المتعاطين من أفراد الأسرة والتعامل معهم، بالإضافة إلى المشاركة في جميع الأنشطة النسائية والمهرجانات الوطنية مع القطاعات النسائية في جميع مناطق المملكة المختلفة. النواة الأساسية للأسرة وبينت مديرة شعبة الشؤون الوقائية بإدارة الشؤون النسوية في مديرية مكافحة المخدرات هناء عبدالله الفريح في إطار الوسائل والطرق التي تتبعها إدارة الشؤون النسوية في التوعية بأضرار المخدرات» لا يخفى على الجميع ما للمخدرات من أضرار جسيمة على الفرد والأسرة والمجتمع ، لأن المرأة هي النواة الأساسية في كل أسرة، وقد حرصنا على تكثيف البرامج التوعية والوقائية في مختلف مناطق المملكة، والتي تستهدف الأوساط النسائية خاصة، باستخدام العديد من البرامج التوعوية الهادفة، والحرص على تقديم برامج لكل فئة على حده، فكانت البرامج موجهه لجميع القطاعات ذات العلاقة بوزارة التعليم العالي من ( جامعات وكليات ) ووزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة الصحة والشؤون الصحية، والمديرية العامة للسجون، والجمارك والأحوال المدنية، وأمانة مدينة الرياض ومحو الأمية بما تحتويه من قطاعات نسائية، حيث نعتمد في تقديم برامجنا التوعوية على عدة وسائل منها: البرامج التدريبية، من خلال عمل برامج تدريبية للقطاعات النسائية المحتاجة للتدريب، من خلال المحاضرات التوعوية للطالبات في المدارس وللأمهات في مراكز محو الأمية، إضافة إلى إقامة المعارض التوعوية التي يتم من خلالها إيضاح أنواع المخدرات بأشكالها المختلفة، وطرق الوقاية منها والاطلاع على أساليب التهريب التي تم اكتشافها، وتوضيح نهاية الشخص متعاطي المخدرات، من خلال توزيع النشرات والمطويات التوعوية الشاملة على جميع المعلومات الخاصة بأنواع المخدرات وأضرارها وطرق الوقاية منها». نسب توضح أسباب تعاطي الشباب والشابات للمخدرات (الشرق جرافيك)