حذرت روسيا بشدة على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، من اندلاع حرب أهلية في سوريا بعد تصاعد الهجمات المسلحة على مبان حكومية رسمية، رافضا الدعوات المعلنة لتنحي الأسد كشرط للمحادثات السياسية. وجدد لافروف دعوته للأسد لتنفيذ الإصلاحات الديمقراطية التي وعد بها شعبه دون إبطاء، والسماح بوجود مراقبين دوليين في سوريا، قائلا: “نحن ندعم فكرة نشر مراقبين هناك، وحسبما أعلم، فإن القيادة السورية قالت قبل أيام إنها مستعدة لقبول وجود مراقبين من الجامعة العربية والسماح بدخولهم أي مكان وكل المواقع المأهولة بحيث يتسنى لهم أن يروا بأنفسهم ما يجرى”. وقال لافروف أيضا: “إن على الأسرة الدولية أن تدعو كل الأطراف في سوريا بما فيها المعارضة إلى وقف العنف، كما أن خطة الجامعة العربية حول سوريا يجب أن تكون واضحة حول هذه النقطة”, مضيفا: “إن مبادرة الجامعة في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر التي دعمناها تتضمن نقاطا أولها, وقف العنف, أياً كان مصدره، لافتا إلى أن تلك ملاحظة مهمة, لأن العنف في سوريا لا يأتي فقط من المؤسسات الحكومية، مؤكداً أن موقف الجامعة يجب أن يكون واضحاً, ومفصلاً أكثر”. أما وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون جددت مطالبتها للأسد بالتنحي فورا، في حين أكدت عدة دول أوروبية حصولها على دعم عربي كبير ومباشر لاستصدر قرار من الأممالمتحدة يدين انتهاكات الحكومة السورية لحقوق الإنسان، والقمع المستمر في سوريا. وقال مسؤولون ألمان: إن دبلوماسيين من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا سيتقدمون بمشروع قرار في اجتماع جمعية حقوق الإنسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الخميس للتصويت عليه الثلاثاء المقبل. وقال المتحدث باسم البعثة الألمانية إن سفراء كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا التقوا بالسفراء العرب في مقر الأممالمتحدة الأربعاء الماضي بعد أن أمهلت الجامعة العربية الأسد ثلاثة أيام لإنهاء حملة القمع الدموية, وقد كشفت مصادر دبلوماسية أن الأردن والكويت وليبيا وقطر والمغرب والسعودية من أقوى المرشحين للمشاركة في تبني مشروع القرار. وتعتبر المجموعة الأوروبية أن وجود دور عربي قوي وفعال مهم جداً لدفع مجلس الأمن إلى التحرك بسرعة. وكانت روسيا والصين صوتتا في الرابع من تشرين الأول/أكتوبر باستخدام حق الفيتو ضد قرار من مجلس الأمن الذي يدين حملة القمع التي تشنها قوات الرئيس السوري بشار الأسد, والتي قالت الأممالمتحدة أنها تسببت حتى الآن في مقتل 3500 شخص, فيما امتنعت كل من البرازيل والهند وجنوب إفريقيا ولبنان عن التصويت. وكان لافروف أدان استخدام المعارضة المسلحة للعنف ضد الجهات الحكومية، معتبرا أن ذلك قد يؤدي حتما إلى اندلاع حرب أهلية “بالطبع إذا كانت المعارضة ستستخدم مثل هذه الوسائل (بعد إظهار قناة “يورو نيوز” الأوروبية هجوم للجيش السوري الحر المشكل حديثا على مبان رسمية), فان ذلك سيقود إلى حرب أهلية شاملة”. وقالت اشتون في ردها على لافروف بعد محادثاتها معه أمس في موسكو: “يتعين على العالم مواصلة الضغط على الحكومة السورية لوقف العنف.. مستقبل سوريا يعتمد الآن على قدرتنا جميعا على مواصلة الضغط عليهم حتى يروا أن هناك حاجة لوقف هذا العنف, والإنصات إلى الشعب وإيجاد سبيل للمضي قدما, ويحدوني أمل أن نقوم بخطوة مهمة في هذا الاتجاه خلال الأيام المقبلة”. كما طالب لافروف الجامعة العربية بدعوة جميع الأطراف في سوريا لوقف العنف، مؤكدا إلى أن “الأسلحة المهربة القادمة من الدول المجاورة في ازدياد” وتصل إلى المعارضة المسلحة في سوريا، وهذا لا يخدم بالطبع المطالب بالحوار والدعوة إلى الاستقرار والحل السياسي المتفق عليه. الربيع العربي | روسيا | سوريا