تخوض قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولاياتالمتحدة اليوم الثلاثاء معارك مع تنظيم داعش على مشارف المدينة القديمة في الرقة، معقل التنظيم في شمال سوريا، ويدافع مقاتلو التنظيم بشراسة عن مواقعهم في أحد الأحياء المحاذية للمدينة القديمة في الرقة أمام تقدم قوات سوريا الديموقراطية الهادف لطرد تنظيم داعش من معقله الأبرز في البلاد. وقالت المتحدثة باسم حملة "غضب الفرات" لاستعادة الرقة جيهان الشيخ أحمد "تدور اشتباكات عنيفة مع داعش الذي يلجأ بشكل كبير إلى الألغام والقناصة ويرسل بين الحين والآخر السيارات المفخخة". ومنذ دخولها إلى المدينة في السادس من الشهر الحالي، تمكنت قوات سوريا الديموقراطية من السيطرة بشكل كامل على حي المشلب في الجهة الشرقية وحي الرومانية في الجهة الغربية. وتسعى هذه القوات الثلاثاء لبسط سيطرتها الكاملة أيضا على حي الصناعة (شرق) المحاذي للمدينة القديمة حيث يتحصن تنظيم داعش بشكل كبير. وبرغم غارات التحالف الدولي على مواقعهم، يتصدى الجهاديون بشراسة لتقدم قوات سوريا الديموقراطية. وأفادت حملة "الرقة تذبح بصمت"، التي تنشط سراً داخل المدينة وتوثق انتهاكات التنظيم، على حسابها على تويتر أن "تنظيم داعش يُخلي الأحياء داخل منطقة سور الرقة الأثري الذي يحيط بالمدينة القديمة، ويفصل بينها وبين حي الصناعة. وأوضح أبو محمد من "الرقة تذبح بصمت" أن "الدواعش طلبوا من السكان المغادرة ثم اختفوا". وتعد أحياء وسط المدينة الأكثر كثافة سكانية، ما يعقد العمليات العسكرية لا سيما وأن تنظيم داعش يعمد إلى استخدام المدنيين ك "دروع بشرية"، بحسب شهادات أشخاص فروا من مناطق سيطرته. وأوضح أبو محمد أن "غالبية سكان الأحياء الواقعة عند أطراف المدينة فروا منها، بعضهم غادر الرقة تماما وبعضهم الآخر نزح إلى أحياء وسط المدينة، حيث يقيمون في مدارس خالية أو في منازل أقرباء لهم". وأضاف "يجدر مراعاة الكثافة السكانية في وسط المدينة حفاظا على أرواح المدنيين". وكان يعيش في مدينة الرقة التي استولى عليها الجهاديون في 2014، نحو 300 ألف مدني، بينهم 80 ألف نازح من مناطق سورية أخرى. إلا أن الآلاف فروا خلال الأشهر الأخيرة. ويعاني أهل الرقة حالياً من أوضاع معيشية صعبة نتيجة انقطاع الكهرباء والنقص في المياه وإغلاق المحال التجارية خاصة الأفران. وقدرت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين ب "أكثر من 430 ألف شخص من هم بحاجة إلى مساعدات في محافظة الرقة"، التي سيطرت قوات سوريا الديموقراطية على أماكن واسعة منها قبل أن تدخل المدينة الأسبوع الماضي.