شنت «قوات سورية الديموقراطية»، مدعومة بطيران «التحالف الدولي» هجوماً على قاعدة عسكرية هامة شمال مدينة الرقة يسيطر عليها «تنظيم داعش»، وذلك في محاولة ل «كسر تحصينات» داعش في المدينة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «قوات سورية الديموقراطية» تمكنت من دخول مدينة الرقة من الجهتين الشرقية والغربية، لكنها تواجه صعوبة من أجل السيطرة على القاعدة العسكرية «الفرقة 17» الواقعة على المشارف الشمالية للمدينة. وذكر المرصد أن «قوات سورية الديموقراطية» نفذت هجوماً عنيفاً على الفرقة في محاولة لكسر تحصينات «داعش» في الفرقة 17، بالتزامن مع ضربات نفذتها طائرات التحالف الدولي. وأشار المرصد إلى «أن أصوات الانفجارات لم تهدأ طوال الليلة الفائتة، نتيجة للقصف العنيف والمكثف من قبل طرفي القتال في الفرقة 17». وسيطر «داعش» على «الفرقة 17» التابعة للقوات النظامية في عام 2014 عندما سيطرت على مساحات واسعة في محافظة الرقة، شمال سورية والتي أعلنها التنظيم عاصمة لخلافته المفترضة. وأفادت مصادر المعارضة السورية بأن قوات «غضب الفرات» اضطرت إلى الانسحاب من داخل الفرقة 17 إلى محيطها نتيجة القصف المكثف الذي استهدفها من قبل «داعش»، إضافة للتحصينات القوية التي أقامها التنظيم في الفرقة. وأفاد «المرصد السوري» بأن الانفجارات هزت الرقة نتيجة القصف المتواصل من قبل طائرات «التحالف الدولي» والقصف المتبادل بين قوات عملية «غضب الفرات» و «داعش» على محاور في أطراف المدينة ومحيطها. وعلم «المرصد» أن «قوات النخبة» السورية العاملة في عملية «غضب الفرات» تمكنت من تحقيق تقدم بمشاركة «قوات سورية الديموقراطية»، في الجزء الجنوبي من حي الصناعة بغرب حي المشلب، والمنطقة الواقعة بين الأطراف الجنوبية للحي وسوق الهال قرب الضفاف الشمالية لنهر الفرات، في محاولة من «قوات النخبة» لتحصين المنطقة وقطع الطريق أمام عناصر «داعش» لتنفيذ هجمات معاكسة تستهدف قوات عملية «غضب الفرات». وأكدت مصادر موثوقة ل «المرصد» أن مئات الأمتار باتت تفصل «قوات النخبة» و «سورية الديموقراطية» عن باب بغداد في غرب حي الصناعة. ويأتي التقدم في الأطراف الشرقية للمدينة، وفي رابع حي بمدينة الرقة، بعد أحياء المشلب والسباهية والرومانية، يأتي بالتزامن مع اشتباكات عنيفة تدور بين «سورية الديموقراطية» المدعمة بقوات خاصة أميركية من جانب و «داعش» من جانب آخر، في الأطراف الغربية لمدينة الرقة. وعلم «المرصد السوري» أن قوات عملية «غضب الفرات» تمكنت من تحقيق تقدم والسيطرة على أجزاء واسعة من حي الرومانية، فيما تتركز الاشتباكات المتواصلة بعنف إلى الآن على محاور في الأطراف الشرقية لحي الرومانية من جهة مساكن حوض الفرات. من ناحيتها، أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» أمس سيطرتها على حي الرومانية في الجهة الغربية لمدينة الرقة، بعد إعلانها السيطرة على حيين آخرين. وأضافت في بيان على حساب حملة «غضب الفرات» أن 11 عنصراً من «داعش» بينهم قيادي يدعى «أبو خطاب التونسي»، قتلوا خلال الاشتباكات التي استمرت يومين، وانتهت بسيطرتها على الحي. وتمكنت «قوات سورية الديموقراطية» هذا الأسبوع من دخول المدينة للمرة الأولى. وتسيطر الآن على حي المشلب في شرق المدينة وأجزاء من الأحياء الغربية كحي السباهية وحي الرومانية. وأفاد «المرصد» بوجود «عمليات تمشيط في الشرق تمهيداً لاستخدام حي المشلب لانطلاق عمليات جديدة شمالاً وجنوباً». ويعد حي المشلب من أكثر الأحياء السكانية عمراناً فيما تتكون معظم المناطق الأخرى من الأسواق والمحال التجارية. وذكر «المرصد» أن الغارات التي شنها «التحالف الدولي» خلال الأيام الأخيرة أسفرت عن مقتل 24 مدنياً داخل المدينة. وكانت حصيلة سابقة أفادت بمقتل 13 شخصاً. ومنذ بدأت معركة تحرير المدينة في السادس من الشهر الجاري، أفادت مصادر المعارضة بسقوط نحو 60 مدنياً. ويقدر عدد المدنيين الذي كانوا يعيشون في الرقة بنحو 300 ألف شخص، بينهم 80 ألفاً نزحوا من مناطق أخرى في سورية. وفر آلاف من هؤلاء خلال الشهور الماضية، وتقدر الأممالمتحدة عدد المدنيين في المدينة حالياً بنحو 160 ألف شخص. وكانت «قوات سورية الديموقراطية»، وهى تحالف من فصائل عربية وكردية، شكلت في عام 2015، قضت سبعة أشهر في تشديد الخناق على مدينة الرقة قبل أن تدخلها في النهاية هذا الأسبوع. وكان «المرصد السوري» أفاد بمشاركة قوات خاصة من «التحالف الدولي» في معارك السيطرة على مدينة الرقة. وأكدت المعلومات التي وردت للمرصد من مصادر موثوقة، أن رتلاً لهذه القوات اتجه نحو الجبهتين الشمالية والغربية لمدينة الرقة، واللتين تتواجد فيهما «قوات سورية الديموقراطية»، للمشاركة في العمليات الاستشارية والقتالية.