تخوض «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولاياتالمتحدة معارك مع عناصر «تنظيم داعش» على مشارف المدينة القديمة في الرقة، معقل التنظيم في شمال سورية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الاشتباكات استمرت أمس بين الجانبين، فيما تحقق «قوات سورية الديموقراطية» تقدماً سريعاً في «حي الصناعة» في الجهة الشرقية باتجاه وسط المدينة انطلاقاً من «حي المشلب». وأوضح «المرصد» أنه إذا سيطرت «قوات سورية الديموقراطية» على «حي الصناعة» بالكامل فسيكون هذا أهم تقدم لها في معركة الرقة «لأنه يؤدي إلى وسط المدينة حيث توجد أهم مواقع التنظيم»، مشيراً إلى أن «المعركة الحقيقية ستبدأ حالما يسيطرون على حي الصناعة». لكن هناك أيضاً مخاوف على المدنيين مع أقتراب المعارك من وسط المدينة المكتظ بالسكان. وأظهر فيديو نشرته وكالة (أي أن أتش أي) للأنباء القريبة من الأكراد فرار مدنيين من القتال في مدينة الرقة مع احتدام القتال. ويقدر عدد المدنيين الذي كانوا يعيشون في الرقة تحت حكم «داعش» بنحو 300 ألف شخص، بينهم 80 ألفاً نزحوا من مناطق أخرى في سورية. وفر آلاف من هؤلاء خلال الشهور الماضية، وتقدر الأممالمتحدة عدد المدنيين في المدينة حالياً بنحو 160 ألف شخص يعيشون في ظروف متدهورة، بحسب نشطاء. وذكرت حملة «الرقة تذبح بصمت» أن المخابز مغلقة بسبب نقص الدقيق، فضلاً عن انقطاع الكهرباء والمياه. كما يواجه المدنيون المحاصرون في الرقة خطر تعرضهم للإصابة خلال تبادل إطلاق النار، حيث قتل أكثر من 60 شخصاً في المدينة منذ بدء العمليات القتالية في 6 حزيران (يونيو)، بحسب «المرصد». وبحسب تقديرات «التحالف الدولي» الذي تقوده الولاياتالمتحدة يتراوح عدد عناصر «داعش» هناك بين 3000 و4000. وأفاد المرصد بأن «قوات سورية الديموقراطية باتت تسيطر على 70 في المئة من حي الصناعة» المجاور لحي المشلب. وبعد سبعة أشهر من قيام «قوات سورية الديموقراطية» بشن حملة واسعة لطرد عناصر «داعش» من معقلهم في الرقة، تمكنت هذا الأسبوع من دخول المدينة للمرة الأولى من الجهة الشرقية. وسيطرت القوات المكونة من فصائل عربية وكردية على حي المشلب في شرق المدينة بعد أيام من إعلان بدء «المعركة الكبرى لتحرير الرقة»، كما سيطرت على حي الرومانية، وهو أول حي تعلن عن سيطرتها له في غرب المدينة. ويعترف عناصر «قوات سورية الديموقراطية» أن المعارك المقبلة ستكون صعبة وطويلة عندما تجري وسط التجمعات السكانية والحضرية ووسط شوارع المدينة. وفي غرب المدينة، تسعى «قوات سورية الديموقراطية» لدخول «حي حطين» المجاور لحي الرومانية الذي سيطرت عليه أول من أمس. وأشار عناصر «قوات سورية الديموقراطية» إلي اشتباكات حادة شمال وغرب المدينة ومقتل نحو 23 عنصراً من «داعش». وأفادت مصادر «قوات سورية الديموقراطية» بالعثور على شبكة من الأنفاق في حي المشلب، إضافة إلى ألغام زرعها «داعش» لتعطيل تقدم «قوات سورية الديموقراطية». أما خارج المدينة، فقد استمرت المعارك على الجبهة الشمالية أمس، وكان التقدم يسير ببطء. ويستخدم عناصر «داعش» القاعدة العسكرية «الفرقة 17» التي قاموا بتحصينها على مشارف المدينة الشمالية بالإضافة إلى معمل سكر مجاور من أجل الدفاع عن المدينة من الجهة الشمالية، بحسب «المرصد السوري». وسيطر «داعش» على «الفرقة 17» التي كانت قاعدة عسكرية تابعة للقوات النظامية في عام 2014 إثر معارك طاحنة أسفرت عن مقتل 85 عنصراً من القوات النظامية. وفي نفس العام أعلن «داعش» مدينة الرقة «عاصمة» الخلافة المزعومة بعد أن سيطر عليها وبرزت كمركز رئيسي لعملياته في سورية والعراق المجاور. وأفاد «المرصد» بمقتل خمسة مدنيين خلال ليل الأحد- الاثنين إثر قصف جوي ومدفعي في عدد من مناطق المدينة. كما قتل شخصين جراء انفجار لغم أرضي بهما في بلدة المنصورة بريف الرقة الغربي. وتوفي شخص جراء انفجار لغم به في مزرعة الربيعة بريف الرقة. إلى ذلك، قال معارضون وشهود إن مسلحين تدعمهم تركيا خاضوا قتالاً في ما بينهم في مدينة الباب السورية في أول اقتتال بين مسلحي المعارضة منذ انتزاعهم السيطرة على المدينة هذا العام من «داعش». ولم يتضح السبب وراء الاشتباكات المسلحة بين الجماعات المتنافسة التي تهيمن على المدينة. وكانت تركيا أرسلت طائرات حربية ودبابات ومدفعية إلى سورية العام الماضي لدعم عناصر المعارضة من العرب السنة في عملية وصفت باسم «درع الفرات» والتي استهدفت إبعاد «داعش» وميليشيات كردية عن حدودها. وقال ساكن جرى الاتصال به، إن «المجلس العسكري» الذي يسيطر عليه الأتراك ويدير المدينة أقام نقاط تفتيش في المدينة التي بدأ آلاف الأشخاص يعودون إليها في الشهور الماضية مع عودة الخدمات الأساسية تدريجياً. وقال مصدر آخر بالمعارضة ل «رويترز» إن الاشتباكات العنيفة أسفرت عن سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى. وخلال الأيام القليلة الماضية اندلعت اشتباكات مميتة أيضاً في بلدة معرة النعمان في محافظة إدلب شمال غربي البلاد بين «جماعة تحرير الشام» التي تضم جماعات متشددة بقيادة جناح سابق ل «القاعدة» وبين جماعة تابعة ل «الجيش السوري الحر» المدعوم من الغرب.