أعلن «التحالف الدولي» أن المعارك ضد تنظيم «داعش» في الرقة ستتسارع، متوقعاً معركة «طويلة المدى». وقال المبعوث الأميركي ل «التحالف الدولي» بريت مكجورك للصحافيين في بغداد أمس، «تشبه الأحداث تلك التي في الموصل». وأضاف: «حملة الرقة تمضي قدماً. هذه عناصر في غاية الأهمية لهزيمة داعش في النهاية، لكن هذا سيكون مسعى طويل الأمد». وتابع قائلاً: «لم يعد لديهم سوى موقعهم الأخير في الموصل وفقدوا بالفعل جزءاً من الرقة. وحملة الرقة ستتسارع». وتواصل قوات «غضب الفرات» عملياتها العسكرية في مدينة الرقة ومحيطها. وقال الكولونيل ريان ديلون الناطق باسم «التحالف الدولي»، إن قوات التحالف قصفت وحدات تكتيكية ل «داعش» ومواقع قتالية ومركبات ومخزن أسلحة. وأضاف أن التحالف دمر أيضاً 19 قارباً كان عناصر التنظيم يستخدمونها لنقل المسلحين والعتاد عبر نهر الفرات وهو وسيلتهم الوحيدة للوصول إلى المدينة من الأراضي التي يسيطرون عليها على الضفة الجنوبية. وتابع ديلون «قضوا ثلاثة أعوام يبنون في دفاعاتهم هناك. نتوقع قتالاً مشابهاً لما شاهدناه في الموصل»، لكنه أوضح أن الرقة أصغر كثيراً من حيث مساحتها. وعلم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «قوات النخبة السورية» و «قوات سورية الديموقراطية» تعملان على تثبيت نقاط سيطرتهما داخل حي المشلب، في شرق مدينة الرقة، والذي انسحب «داعش» من نحو نصف الحي، في حين ثبتت قوات «غضب الفرات» إلى الآن سيطرتها على الجزء الشرقي من حي المشلب، الذي يعد الحي الوحيد إلى الآن الذي جرى الدخول إليه من قبل «قوات سورية الديموقراطية» و «قوات النخبة السورية». وتزامنت عملية الثبيت مع قيام طائرات «التحالف الدولي» باستهداف مواقع ونقاط تمركز «داعش». حيث أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري أن عملية تقدم «قوات النخبة السورية» و «قوات سورية الديموقراطية» داخل حي المشلب تعيقها قناصة التنظيم المتمركزين في الحي والمنتشرين في شكل يعرقل التقدم داخل الحي من قبل القوات المهاجمة، إضافة الى كثافة الألغام المزروعة في الحي من قبل «داعش». وعلم المرصد السوري أن طائرات التحالف تعمد إلى قصف المواقع التي يتواجد فيها قناصة التنظيم، إضافة الى قصف أهداف أخرى في الحي، ضمن المناطق التي يسيطر عليها عناصر التنظيم، في محاولة لتهيئة الطريق أمام قوات عملية «غضب الفرات». كما تدور اشتباكات داخل حرم الفرقة 17 وفي محيطها بشمال مدينة الرقة، بين «قوات سورية الديموقراطية» من جهة، وعناصر «داعش» التزامن مع اشتباكات بين الطرفين في أطراف منطقة هرقلة في غرب حي السباهية الواقع في الأطراف الغربية لمدينة الرقة. وحققت «قوات سورية الديموقراطية» تقدماً في الجبهة الغربية للمدينة وسيطرت على قلعة هرقل بالأطراف الغربية لمنطقة الهرقلية الواقعة غرب حي السباهية، حيث يعد الأخير مدخل المدينة الغربي. ووثق «المرصد السوري» مقتل نحو 30 مدنياً في الضربات التي نفذتها طائرات «التحالف الدولي» على مدينة الرقة، والتي تسبب كذلك بوقوع عدد من الجرحى، وذلك خلال ال 48 ساعة الماضية. وقال «التحالف» إن ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف من مقاتلي «داعش» يعتقد أنهم متحصنون بالرقة حيث أقاموا دفاعات لمواجهة الهجوم. وتبعد المدينة نحو 90 كيلومتراً من الحدود مع تركيا. وتسبب القتال حول الرقة منذ أواخر العام الماضي في نزوح عشرات الآلاف اتجه كثير منهم إلى مخيمات بالمنطقة وتقطعت السبل ببعضهم وسط الصحراء. أعرب مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن قلقه في شأن تقارير متزايدة عن قتلى بين المدنيين مع تصاعد وتيرة الضربات الجوية. وقال في تقرير لشهر أيار (مايو) إن حملة الرقة «أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين ودمار واسع بالبنية التحتية» حتى الآن. وأضاف أن تقارير أفادت بأن «داعش» يمنع المدنيين من مغادرة المدينة. وقال ينس لايركه الناطق باسم الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة في تصريح ل «رويترز» إن المنظمة تعتقد أن نحو 160 ألف شخص لا يزالون في مدينة الرقة لكنه أوضح أن الرقم ليس تقديراً رسمياً.