احتفل أطفال المنطقة الشرقية يوم الجمعة "بالقرقيعان" وسط فرحة كبيرة سادت الأطفال وأهاليهم. و حضرت "الشرق" الاحتفال بالقرقيعان في جزيرة دارين التي يحرص أهاليها على أحياء هذا المؤروث الشعبي كل عام، كما يحرص كثير من الأهالي على القدوم لدارين ليستمتعوا مع أطفالهم لدى أقاربهم أو معارفهم برؤية المؤروث الشعبي الذي اندثر في حاضرة الدمام أو كاد، وأصبح الاحتفال فيه في بعض البيوت فقط أو "الفرجان". والقرقيعان مورث شعبي منتشر في عموم دول الخليج يقوم فيه الأطفال ليلة 14 رمضان بزيارة "الفرجان" الأحياء القريبة وطرق الأبواب وإنشاد أهزوجة "القرقيعان" لتقوم ربة المنزل أو أهل المنزل بإعطائهم الحلويات والمكسرات التي تتكون من أنواع من المكسرات أشهرها "السبال" و"البيذان" و"النغل" و"الحب" و"الملبس" والحلويات المختلفة، وفي الماضي كانت الأم تحرص على صنع أكياس قماشية من بقايا الملابس القديمة وتصنع لها خيطا يعلق في أطرافها ليضعها الأطفال في رقابهم وهم يتجولون (يقرقعون). وهناك اختلاف في وقت القرقيعان من دولة إلى أخرى وفي مناطق الدولة الواحدة أيضا، فبعض الدول الخليجية يكون فيها القرقيعان ليلة 14 وبعضه الآخر ليلة 15 رمضان ويسود ذلك في مناطق الدولة الواحدة أيضا، كما تختلف أيضا أهازيج "القريعان" حسب التأثير والتأثرالذي يأتي إليها من التركيبة السكانية للمنطقة، فلكل بلد أو منطقة أهزوجة خاصة شهيرة بها، ولعل أشهرالمفردات التي تجمع كل الأهازيج مفردة "عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم". وتحرص الأمهات الخليجيات خاصة من رزقن بمولود أو مولودة حديثة بأن تعمل لابنتها أو ابنها "قرقيعان" فهذه العادة موروثه تنتقل من جيل لآخر، وتحرص عليها الأمهات أكثر من الآباء، لكنهن يلزمن الآباء بها، والنساء والبنات أيضا ليلة القرقيعان يرتدين ملابس خاصة في هذه الليلة. وبالرغم من أن هناك في المجتمع من يرى أن عادة "القريقعان" بدعة ولايجوز الاحتفاء بها، إلا أن بعضا يرى غير ذلك، وهذا ماجعل "القرقيعان" حتى اليوم يعيش بين شد وجذب ولكنه على كل حال صامد حتى اليوم، خاصة أنها عادة ومؤروث شعبي يدخل الفرح على قلوب الأطفال وأسرهم في ليلة منتصف رمضان.