أرجع محللان اقتصاديان ارتفاع السيولة في سوق المال السعودي إلى دخول عدد من المستثمرين من خارج السوق، والعودة القوية لصغار المستثمرين تحديداً، إلى جانب ثقة المستثمرين في السوق، محذرين من أن هناك حركة مضاربية قد يشهدها السوق من خلال تحرك أموال كبيرة في عدد من القطاعات خاصة الشركات ذات الأسهم القليلة، في محاولة من المضاربين للسيطرة عليها ورفع قيمة السهم . وقال المحلل المالي فضل البوعينين إن سوق المال السعودي يحقق نمواً في المؤشر ونمواً سعرياً في معظم شركات السوق، مدعوماً بسيولة مرتفعة وثقة كبيرة، بدأت تجذب مستثمرين من خارج السوق، مشيراً إلى أن صغار المستثمرين على وجه الخصوص بدأوا في الرجوع إلى السوق. وأضاف البوعينين أن «قطاعات السوق دون استثناء، باتت مستفيدة من نمو الأسعار، ولكن هناك بعض الأسهم الخطرة ذات النطاقات السعرية المرتفعة التي يجب أن يحذر منها صغار المستثمرين لوصولها إلى حد الفقاعة»، مبيناً أنه «يجب أن يتم التمييز بين النمو المنطقي والتضخم السعري غير المبرر خاصة للشركات التي فقدت جزءاً من رأسمالها بسبب الخسائر المتراكمة». وتوقَّع البوعينين أن «يحقق السوق خلال الفترة المقبلة نموا يضاف إلى النمو الحالي، وإن كان هناك حذر من عمليات تصحيح قد تؤثر سلبا في نفسيات المتداولين»، مشيرا إلى أن «هناك من يحجم عن دخول السوق في الوقت المناسب، وعند ارتفاع المؤشر إلى مستويات قياسية يدخل المساهمون الصغار». ونصح البوعينين صغار المستثمرين ب»اعتماد منهج الاستثمار، بدلا من المضاربة وانتقاء الأسهم بعناية تعتمد على ربحية الشركة ومكرراتها ومستقبلها». من جهته، حذر المحلل المالي محمد البشري من «خطورة عمليات المضاربة في سوق المال السعودي نظراً لما شهده السوق من عمليات مضاربة محمومة خلال الأسابيع الأربعة الماضية»، مشيرا إلى المضاربات التي حدثت في قطاع التأمين خلال الأسبوعين الماضيين، حيث تم رفع أسعار أسهم العديد من شركات التأمين إلى مستويات مضاعفة». وأضاف البشري أنه من خلال متابعته وتحليله للعمليات التي تمت خلال الأسبوع الماضي، فإن أسلوب المضاربين الحاليين أصبح أكثر حرفية من مضاربين عام 2005 و 2006 والدليل على ذلك، ما يحصل في السوق من عمليات مضاربة يومية محمومة مع غياب كامل لدور منظمي السوق»، موضحا في الوقت نفسه أن «هناك عمليات خروج للمضاربين من بعض شركات التأمين، بعد وصول أسعارها لأرقام غير منطقية، حيث اتجهت السيولة المضاربية بشكل منظم إلى شركات أخرى». وأوضح البشري أنه من خلال استعراض أكبر عشر شركات من حيث نسبة الانخفاض خلال الأسبوع الماضي نجد أن 60% من الشركات الأكثر انخفاضا هي من شركات التأمين، وبلغ حجم السيولة في هذه الشركات 193 مليون ريال من أصل 390 مليون ريال. ثلاث شركات تستحوذ على 71% من السيولة بين البشري أنه من خلال استعراض أكبر عشر شركات من حيث نسبة الارتفاع خلال الأسبوع الماضي، فإن 71% من السيولة (1.7 مليار من إجمالي 2.4مليار ريال) تركزت في ثلاث شركات هي «زين السعودية وإعمار ودار الأركان». وتساءل البشري «لماذا تم رفع هذه الشركات الثلاث في هذا التوقيت، كما تساءل عمن يملك هذه السيولة الضخمة التي حرك بها ثلاث شركات في وقت واحد وفي فتره قصيرة. وبين البشري أن القاسم المشترك بين الشركات الثلاث أن هذه الشركات السعر السوقي لسهمها أقل من عشرة ريالات عن بداية الأسبوع وتم رفع السعر إلى أكثر من عشرة ريالات لاثنتين منها ( إعمار من 9.65 ريال إلى 10.8 ريال – دار الأركان من 9.35 ريال إلى 10.15 ريال، ولفت البشري إلى أن جميع الشركات الثلاث تعاني من حجم مديونية كبير جدا، كما أنها لم تحقق أي ربح منذ تأسيسها (باستثناء دار الأركان)، إضافة إلى أن هذه الشركات لم تحقق أي نمو في الأرباح، كما أنها لم توزع أي ربح منذ تأسيسها باستثناء دار الأركان آخر توزيع ريال واحد.